سَــنـَة حـُلوة يـــا غــُـــلام !!
https://noor.kalemasawaa.com/sbeelalislam/www.sbeelalislam.com/radahmadea/ahmadia.html
بقلم : فؤاد العطار
قد يلاحظ الدارس لسيرة الميرزا غلام أحمد القادياني -
مؤسس الجماعة الأحمدية (المشهورة بالقاديانية) – تضارب المعلومات حول تاريخ ولادته،
فمعظم خصوم الجماعة القاديانية يذكرون العام 1839م أو العام 1840م كتاريخ ميلاد للغلام،
و هذه المعلومة موجودة أيضاً في بعض الطبعات القديمة للكتب القاديانية نفسها، مثل
الطبعة القديمة المترجمة لكتاب (براهين أحمدية – الجزء الخامس) التي تشير إلى أن مولد
الغلام كان عام 1839م، و هي الطبعة التي بحوزتي. أنظر صورة الوثيقة في الأسفل.
و في الطبعة الأخيرة لكتاب "مؤسس الجماعة الأحمدية" من
إصدار الجماعة الأحمدية اللاهورية يذكر المؤلف بأن تاريخ ولادة الغلام هو عام 1836،
لكنه يقول في هامش الكتاب بأن الطبعة الأولى قد ذكرت بأن سنة مولد الغلام هي 1839م
كما أكد الغلام نفسه.
لكن الأحمديين اليوم يصرون على ذكر تاريخ ميلاد آخر
للميرزا القادياني نبيهم المزعوم، و هو تاريخ 13 شباط 1835م!!
الأمر محيّر فعلاً، خاصة و أن الفرق بين التواريخ هو
حوالي 5 سنوات، لكن كما يقول المثل : "إذا عـُرفَ السبب يزول العجَب".
فالقاديانيون أرادوا من تزوير تاريخ ميلاد الميرزا أن يحققوا إحدى النبوءات التي
ادعى الميرزا بأنها قد أوحيت إليه، و هي النبوءة التي تبشره بأنه سيعيش ما بين
75عاماً و 85 عاما، حيث يقول الميرزا في كتابه "ضميمة حقيقة الوحي" صفحة 94
بأن الله سبحانه أوحى له وحياً كان من ضمنه ما يلي:
((أطال الله بقاءك، تعيش ثمانين حولاً أو تزيد عليه خمسة
أو أربعة أو يقل كمثلها)).
أنظر أيضاً إلى مجموعة الخزائن الروحانية ج22 كتاب حقيقة
الوحي ص100:
فلو كان تاريخ ميلاد الميرزا هو سنة 1835م فإن عمره
بالسنوات القمرية حين مات سنة 1908م سيكون 75عاماً قمرية، و بهذا تتحقق نبوءته تلك.
لكن الحقيقة هي أن القاديانيين أرادوا تمرير هذه الكذبة
الكبيرة حول عمر إمامهم المعهود، فالميرزا نفسه ذكر تاريخ مولده في أكثر من مناسبة،
أنظروا مثلاً إلى كتابه "ترياق القلوب" حيث يقول الميرزا هناك:
((كان مولدي في العام 1839م أو 1840م. و كنت أحد توأمين،
حيث كان لي توأم أنثى، و كان اسمها "جنة". و في الوحي "يا آدم اسكن
أنت و زوجك الجنة" المذكور قبل حوالي 20 عاماً في كتابي "براهين أحمدية"
ص496، كانت كلمة "الجنة" في ذلك الوحي تشير بشكل خاص إلى توأمي التي هي
تلك الصبية المولودة معي، و كان اسمها "جنة"، و ماتت هذه الصبية بعد سبعة أشهر من الولادة)).
و في (كتاب البرية) يشير الميرزا بأن عمره خلال حرب عام
1857 كان ستة عشر أو سبعة عشر عاماً، ما يؤكد بأن مولده كان حوالي عام 1840 و ليس
عام 1835م كما يدعي القاديانيون.
أما موقف القاديانيين و اللاهوريين بعد هذه الفضيحة فهو موقف
يثير الشفقة، فهم لم يجدوا وسيلة لدرء هذه الفضيحة إلا بالكذب البارد، فقالوا بأن
الميرزا أخطأ بحوالي 5 سنوات في تقديره لعمره. فهو برأيهم ولد سنة 1835م و ليس في
سنة 1839م أو 1840م كما كتب هو بنفسه.
أماالخليفة القادياني الثاني فقال مرة بأن الميرزا مولود
عام 1837م و ذلك في خطابه في احتفال التاج البريطاني عام 1922م. و الخليفة
القادياني الثاني كان يحاول جاهداً أن يجعل عمر الميرزا قريباً من الثمانين و أنى
له ذلك. أما كتاب "سيرة المهدي" فحاول فيه ابن الميرزا غلام أن يثبت بأن
تاريخ ولادة الميرزا هو سنة 1836م.
و من الواضح أن كل حيل الأحمديين لإثبات تحقق هذه النبوءة
كانت كالغربال في وجه الشمس، فهؤلاء يقولون بأن الميرزا الذي ادعى بأنه يعرف
بالضبط عمر المسيح عليه السلام – الذي ولد قبل أكثر من 2000 سنة – كان قد أخطأ
بنسبة عالية في تقدير عمره هو !! فانظروا هداكم الله إلى هذه النبوءة المعجزة التي
ادعاها الميرزا على إلله سبحانه.
و قد وصلني الرد التالي من أحد الكتاب الأحمديين حول
كيفية تحديد الأحمديين لتاريخ الميلاد الحالي لإمامهم الميرزا غلام ، حيث كتب هذا
الأحمدي وقتها ما يلي: ((تحدث إمامنا عليه السلام عن تاريخ ولادته بشكل تقريبي، فذكر ما
قلتَه، بيد أنه كتب في كتب أخرى حوادث مرتبطة بولادته كما حدَّثه آباؤه عنها، ومنها
أن القمر كان في الرابع عشر من عمره الشهري، وأن اليوم كان الجمعة، وأن ذلك كان
موافقا لشهر عند الهندوس اسمه
Phalgon فبجمع هذه الأمور معا خرجوا بنتيجة تاريخ
الميلاد المذكور، أي أن 14 من شهر قمري الذي يصادف يوم جمعة ويصادف ذلك الشهر
الهندوسي، لا يكون إلا في يوم واحد، هو 13-2-1835م، وبهذه الطريقة تم التحديد.
وهذا ما فهمتُه ولخصتُه من خلال ترجمة سريعة قام بها أحد الأخوة لنصوص بالأردو)).
قلت: إن هذه الإدعاءات التي أوردها الأحمديون بحاجة إلى
ذكر الأدلة و المصادر، و هي أيضاً تثير تساؤلا بدهياً و هو : هل كان آباء الميرزا
هم من الهندوس حتى يتذكروا الشهر الهندوسي لميلاد الميرزا و ينسوا الشهر الإسلامي
أو حتى سنة مولد الميرزا الهجرية أو الميلادية؟
و من ناحية أخرى فإن هذه الإدعاءات لا تجدي نفعاً في تغيير
تاريخ ميلاد الميرزا الذي ذكره هو في كتبه. فتاريخ 14 شوال 1250هجري يصادف يوم
الخميس 12-2-1835 و ليس (13-2-1835) في لاهور.
و بالمناسبة فإن يوم 1 آذار 1839م يصادف يوم جمعة و
يصادف شهر Phalgon الهندوسي و يصادف 14
من ذي الحجة في لاهور عام 1254 هجري، فلماذا ذهب
الأحمديون إلى التوقيت البعيد أكثر من 4 سنوات عما قال إمامهم؟ واضح أنهم يريدون
تخفيف هذه الفضيحة الكبرى بالكذب و التمويه. هذا إن كان لقصتهم أصل. و أيضاً فإن
يوم 9 شباط 1838 يصادف اليوم 14 من الشهر القمري (ذي القعدة) 1253هجري و هو يوم جمعة
و يقع في شهر Phalgon الهندوسي. فلماذا استبعد الأحمديون هذا الإحتمال أيضاً مع أنه
أقرب إلى التاريخ المذكور على لسان إمامهم الملهم !؟
و الذي يقرأ كتاب الوحي المقدس "تذكرة" يلاحظ
أن الميرزاكان قد ادعى في سنة 1900م بأن الله سبحانه كان قد أوحي إليه قبل حوالي 35 عاماً ما يلي:
((ثمانين حولاً أو قريبا من ذلك، أو تزيد عليه سنينا،
وترى نسلا بعيدا)) – كتاب تذكرة ص7.
و لم يذكر الميرزا هذا الوحي قبل عام 1900م، فهو كما فعل
في كثير من النبوءات الأخرى ادعى تلقيه للنبوءة بعد أن يتحقق الأمر فعلاً أو عندما
يعتقد هو بأنه قد يتحقق، و هذا ما حصل معه بشأن عمره، فقد ظن الغلام بأن الله
سيحييه إلى ثمانين سنة أو قريباً من ذلك، فادعى بعد أن تجاوز الستين من العمر بأن
الله بشره قبل 35 عاماً - أي في حوالي سنة 1865م - بطول البقاء، لكنه أخفى ذلك
الوحي المدعى طوال تلك المدة، فانظروا هداكم الله إلى استخفاف الغلام بعقول
أتباعه. و لم يستح الميرزا سنة 1900م من ادعاء أنه كان قد استقبل وحياً سنة 1865م
مع أنه كان قد ادعى بأن الله بدأ يوحي إليه و هو في الأربعين من العمر، أي حوالي
سنة 1878م، و أكد الميرزا غلام ذلك في أكثر من مناسبة. يقول الميرزا في كتابه
"مرآة كمالات الإسلام" ص547:
أما الصاعقة التي وقعت على رؤوس الأحمديين فهي أن معظمهم
لم يلتفت إلى النبوءة التي أوردها الميرزا في العام 1903م، حيث قال الميرزا غلام
أحمد القادياني في كتابه "مواهب الرحمن" ص 21 ما يلي:
((و أرادوا موتنا و أشاعوا فيه خبراً فبشرنا ربنا
بثمانين سنة من العمر أو هو أكثر عددا)).
و قد قال الميرزا هذا الكلام في بداية عام 1903م، مما يوضح
بأن أصل النبوءة كان تبشيره بعمر ثمانين سنة أو أكثر. إذاً فالقاديانيون لم يربحوا
فعلياً أي شيء عندما زوروا تاريخ ميلاد الغلام، فلا زالت النبوءة كاذبة حتى مع التاريخ
الجديد.
لكن الميرزا في سنة 1907م أراد تقليل الفترة عندما تقدم
أكثر في العمر فذكر النبوءة الجديدة و التي تبشره بعمر بين 75عاماً و 85 عاماً. فانظروا
إلى طرافة هذه النبوءة الأخيرة، فبعد أن بشره وحيه بثمانين سنة أو يزيد في العام
1903م تراه يغير الوعد إلى بشرى بين 75 عاماً و 85 عاماً في سنة 1907م!!
لكن في النهاية ما الذي جرى ؟ مات الميرزا غلام أحمد
القادياني سنة 1908م، أي بعد حوالي عام واحد فقط من بشرى وحيه بطول البقاء، مات
قبل أن يبلغ السبعين من عمره، فهل بعد هذه الفضيحة من فضيحة ؟!!
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فؤاد العطار
لا إكراه في ... الزواج
بقثلم : فؤاد العطار
لطالما عانى من ابتلاه الله بمحاورة أفراد الجماعة
الأحمدية - بفرعيها القادياني و اللاهوري – من تشدق هؤلاء بالدفاع عن الحرية في
الدين. فإن تكلمت عن ضرورة إخضاع الناس لحكم الله قالوا "لا إكراه في
الدين". و إن ألمحت إلى ضرورة إنكار المنكر باليد قالوا "لا إكراه في
الدين" و هكذا دواليك ..
و بغض النظر عن رأيك في مسألة إجبار الناس على اعتناق
الإسلام فإنه يجدر بيان حقيقة أن كثيراً من الناس حملوا الآية " لاَ
إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ... – سورة البقرة 256 " غير ما تحتمل. و ذلك بربطها بمسألة
إخضاع الناس لحكم الله. فمنهم من قال بنسخها و منهم من فهم منها ما لا يمت بصلة
إلى سياقها.
فالآية تتعلق بمسألة إكراه الله الناس على الإيمان به و
طاعته في الدنيا. و الإكراه هو نقيض الإختيار. فالآية خبرية بحتة تشير إلى أن الله
لا يجبر أحداً على الإيمان به و على طاعته. و قرينة ذلك هو تبيين الله في نفس
الآية أن كلاً من طريق الهدى و طريق الضلالة واضح و أن نتيجة سلوك أي من الطريقين
واضحة كذلك. ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة و لهدى الناس أجمعين قسراً. لكن
الآية تبين بأن الله ترك للناس خيار الكفر أو الإيمان. فليس في الآية إذا متعلق لأي طرف من
الأطراف في مسألة إخضاع الناس لحكم الله.
و الأحمديون – القاديانيون منهم و اللاهوريون – يتشدقون
دوما بالدفاع عن حسن الخلق و عن حرية إبداء الرأي. بينما لو نظرنا إلى حال نبيهم المزعوم
– ميرزا غلام أحمد القادياني – لوجدناه بعيداً كل البعد عما يتشدق به هؤلاء. فقد
اشتهر الغلام بالفاحش من القول و بالكذب و إخلاف الوعد و تضييع الأمانة. و نستطيع
أن نضرب الأمثلة الكثيرة على هذا الإدعاء. لكننا في هذا المقال سنتناول مسألة
الإكراه و حرية الإختيار عند غلام قاديان و ذلك بأخذ مثال واحد في حياته و هو قصة
زواجه الموعود من إحدى قريباته و اسمها "محمدي بيجوم". سنحكي هذه القصة
ببعض التفصيل لعل أتباع الغلام ينتهون عن التشدق بما ليس فيهم أو في نبيهم
المزعوم. و قد صدق فيهم و في زعيمهم قوله تعالى " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ
بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ
تَعْقِلُونَ - سورة البقرة 44". و قوله تعالى: " كَبُرَ مَقْتًا عِندَ
اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ - سورة الصف 3". و يصدق في عبيد
الطاغوت هؤلاء و في صنمهم الميرزا الأبيات التالية لسيد قطب:
هُبلٌ ... هُبلْ
رمز الخيانة والجهالة والسخافة والدجل
هُتـّافة ُ التهريج ما ملوا الثناء
زعموا له ما ليس ... عند الأنبياء
مَلَكٌ تجلبب بالضياء وجاء من كبد السماء
هو فاتحٌ .. هو عبقريٌ مُلهمُ
هو مُرسَلٌ .. هو علم و معلم
ومن الجهالة ما قَتـَل
هُبلٌ ... هُبلْ
كلا ولا أن بعد القصر نيرانا
ما كنتَ تحسب أن الحينَ قد حانا
فاليوم ألفيت ما جمعت خسرانا
كم عشت تسعى لجمع المال في شره
سلكت سنة فرعونٍ وهامانا
صيرت همك في حرب الهداة وقد
يبق ِ "الأمير" لأهل الحق إيمانا
سميت زوراً "أمير المؤمنين" فلم
يأبى انقياداً إلى التقوى وإذعانا
يا أيها الوغد ذق فالنار مسكن من
قـُلها ، فهذا أوان الخزي قد آنا
(رب ارجعون لعلي) هل نطقت بها؟
فعاينْ الهولَ أصنافاً وألوانا
ألا ترى الهول قد حطت ركائبه
وبارزت ربها سخفاً وبهتانا
يا ويل نفس عتت عن أمر بارئها
وخيبة تورث المخزيَّ أحزانا
فما عساها ستجني غير شقوتها
ملاحظة: أنظر الوثائق المرفقة مع هذا المقال.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
فؤاد العطار
المراجع الرئيسية
* روحاني خزائن: و هي مجموعة من 83 كتاباً في ثلاث
وعشرين مجلداً كتبها ميرزا غلام أحمد القادياني ونشرت بواسطة الحركة الأحمدية في
الإسلام (الطائفة القاديانية).
* مجموعة الإعلانات: و هي الإعلانات المقدمة من قبل
ميرزا غلام أحمد القادياني خلال حياته والتي نشرتها الحركة الأحمدية في الإسلام.
* التذكرة: و هو كتاب يضم مجموعة الإلهامات و الوحي (المقدس)
الذي ادعاه الغلام
* سيرة المهدي – الطبعة الثانية 1935: و هي السيرة
الخاصة بميرزا غلام أحمد القادياني المدونة من قبل ابنه ميرزا بشير احمد
القادياني. و الكتاب نشرته دار الكتب الأحمدية غار قاديان.
* مذهب القاديانية : سيرة ميرزا غلام قادياني كما كتبها البرفسور
إلياس بورني.
* رئيس قاديان : السيرة الذاتية لميرزا غلام القادياني
كما كتبها مولانا رفيق ديلوالي.
****************************
3
من أقوال المجدّد المعبود !!
جمع و ترجمة: فؤاد العطار
anti_ahmadiyya@yahoo.com
(1)
يقول ميرزا غلام أحمد القادياني :
(( رأيت في منامي أنني في محكمة الله أنتظر قضيتي. ثم
سمعت التالي "أوه يا ميرزا ! كن صبوراً. سوف نفرغ قريباً". و بعد أن
رأيت ذلك دخلت صالة المحكمة فرأيت الله جالساً على كرسي في هيئة قاض و بجانبه كاتب
المحكمة الذي كان يعرض عليه بعض الوثائق. القاضي أخذ الوثائق و قال "هل ميرزا
موجود؟". ثم رأيت عن قرب أنه كان بجانبه كرسي فارغ و طلب مني أن أجلس عليه و كانت
الوثائق لا تزال في يديه. و عندها استيقظت)).
(صحيفة "أخبار البدر" الأحمدية)
(2)
(مجلة التقوى الأحمدية)
(3)
يقول ميرزا غلام أحمد القادياني
(كتاب "الوصية")
(4)
يقول ميرزا غلام أحمد القادياني:
(( رأيت في إحدى مناماتي أنني أنا نفسي الله. و كنت
متأكداً أنني أنا هو. و أنه لم يبق من مشيئتي و إرادتي و افعالي البشرية شيء. و
كأنني أصبحت مثل المنخل أو كأن كياني اندمج داخل كيان آخر بحيث يختفي الكيان الأول
داخل الكيان الجديد و لا يبقى للكيان الأول أي أثر أبداً. و في هذه المرحلة رأيت أن
روح الله المقدسة قد دخلت في كياني وصار الله يسيطر على جسدي و اندمج كياني مع
كيان الله حتى لم يبق مني جزيء بشري واحد.
ثم نظرت إلى جسدي فرأيت أن جوارحي صارت هي جوارح الله.
عيناي صارت عينيه و أذناي صارت أذنيه و لساني صار لسانه. ثم ضمني الله إليه بحيث
اندمجت كلياً معه و بحيث صارت قوته و سيطرته تجري في جسدي. و صارت ألوهيته تعصف في
كياني. و صارت هالات الوقار و الشرف التي تخصه تحيط بأرجاء قلبي. و صار مالك الملك
في خلفية روحي بحيث لم يبق شيء مني و لم يبق شيء من مشاعري بالمرة.
ثم بدأ كياني بالإنهيار و بدأ كيان رب العالمين بالظهور
بدلاً عنه. و صارت الألوهية تسيطر علي بقوة و صرت أنجذب نحوها من شعر رأسي إلى
أظافر أقدامي. ثم أصبحت جوهراً بحيث لم يبق لي جلد. ثم أصبحت زيتاً لا يحتوي
أية شوائب. ثم حصل انفصال بيني و بين روحي. ثم أصبحت كشيء غير مرئي أو كنقطة ماء اندمجت
في نهر. و النهر ابتلعها في كتلة مياهه. في هذه المرحلة لم أكن أعلم ماذا كنت قبل
هذا و ماذا كان كياني من قبل. و صار اللاهوت يتقطر في عروقي و عضلاتي و أصبحت غير
واع تماماً عن نفسي. الرب المقدس صار يتحكم بجوارحي و أخذني بقوة عظيمة لا يمكن
تجاوزها. و بسبب ضمه لي لم يكن بالإستطاعة إفنائي. و في ذلك الوقت احسست بأن
أعضائي لم تعد لي بل صارت هي نفسها أعضاء الرب المقدس. و ظننت أنني غبت عن الوجود
و خرجت كلياً من كياني البشري. و الآن لم يعد هناك شريك أو مانع يشكل عائقاً لي.
الرب المقدس دخل في كياني و في بطشي و رحمتي. قسوتي و رأفتي. حركتي و سكوني. كلها
أصبحت لله.
في هذه المرحلة أصبحت أقول: "نحن نريد أن نخلق
نظاماً جديداً و سماء جديدة و أرضاً جديدة. ثم بدأت بخلق السماء ثم الأرض بشكل
جديد كلياً بدون ترتيب أو نظام. ثم و بالنزول عند رغبة الرب قمت بخلق نظام و ترتيب
للكون. و رأيت بأن لي القدرة على خلق النظام. ثم قمت بخلق السماء الدنيا و قلت :
" و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح". ثم قلت: "إِنِّي خَالِقٌ
بَشَرًا مِن طِينٍ ". ثم انتقلت حالتي من رؤيا إلى وحي. و ظهرت الكلمات على لساني :
" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً. و أنا أريد أن أخلق آدم. لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ".))
(كتاب البرية - ص 102 و 103)
(5)
(6)
(7)
(8)
(9)
(10)
(11)
(مجلة التقوى الأحمدية)
(12)
يقول ميرزا غلام أحمد القادياني:
(كتاب ضميمة حقيقة الوحي)
عوده****
**** ********
الوحي الشيطاني
كتبه : فؤاد العطار
anti_ahmadiyya@yahoo.com
على خلاف ما يتبناه القاديانيون اليوم كان مؤسس ملـّتهم
يؤمن بوجود شياطين الجن، بل كان الميرزا يؤمن أيضاً بقدرة الجن على التمثل، و
الأطرف من ذلك هو أن الميرزا كان يؤمن أيضاً بقدرة شياطين الجن على التأثير المؤقت
في وحي الأنبياء و الرسل، و يكون ذلك وحياً شيطانياً. أنظر إلى ما يقوله الميرزا غلام
أحمد القادياني في كتابه (إزالة أوهام) جزء 2 ص 439 :
)) الوحي يمكن أن يكون وحياً رحمانياً كما يمكن أن يكون
وحياً شيطانياً، و عندما يكون الشخص على اتصال روحي فإنه يتأمل في موضوع معين
للوحي و ذلك عن طريق الإستخارة. و في حالة كهذه عندما يأمل شيئاً خفياً في قلبه
فإنه يبلغ عن طريق الوحي عبارات جيدة أو سيئة عن شخص معين، ففي ذلك الوقت يلقي
الشيطان على لسانه عبارات هي في الحقيقة عبارات شيطانية. فقد يحدث تداخل كهذا أحياناً
للأنبياء و الرسل أيضاً لكنه يمحي بدون تأخير. و قد أشار الله جل شأنه إلى هذا في
قوله : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا
تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِه(ِ . و قد أشار الإنجيل أيضاً إلى
أن الشيطان قد يتمثل على شكل الملائكة النورانيين و يزور بعض الناس((
أنظر أيضاً إلى ما يقوله الميرزا القادياني في كتابه
(مسيح هندوستان) أو (المسيح الناصري في الهند)
القاديانيون ظلوا طوال عقود طويلة يهاجمون من تبنى هكذا
آراء سقيمة فقد جهل هؤلاء أو تجاهلوا ما قاله إمامهم بهذا الصدد.
و الميرزا أكد إيمانه بهذه القصة في أكثر من مكان في
كتبه بشكل واضح و صريح، أنظروا مثلاً إلى ما كتبه الميرزا في كتابه (نور الحق):
و يقول الميرزا أيضاً في كتابه (نور الحق) ص 68 ليؤكد
أفضلية موسى (ع) على عيسى (ع):
(( كلـّم الله موسى على جبل و كلـّم الشيطانُ عيسى على
جبل فانظر الفرق بينهما إن كنت من الناظرين)) – أنظر صورة الوثيقة في الأسفل
و المطلع على كتابات الميرزا يرى بأنه كان يؤمن بوجود
الجن الشبحي على خلاف ما ينشره القاديانيون اليوم من تعاليم، فهم اتبعوا خليفتهم
الثاني في نفي وجود الجن، و الخليفة القادياني الثاني – ميرزا محمود – اقتبس فكرة إنكار
وجود الجن التي أعلنها سيد أحمد خان الهندي في تفسيره للقرآن الكريم. أما الميرزا غلام
أحمد القادياني فكان يؤمن بوجود الجن، بل كان يؤمن أيضاً بقدرة الجن على التمثل،
أنظر إلى ما يقوله الميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه (مرآة كمالات الإسلام) ص
441:
الميرزا و ليّ أعناق النصوص
ظل الميرزا القادياني يطوع النصوص و يلوي أعناقها
ليستخدمها في جداله العقيم، و لم يسلم من فعله هذا القرآن و لا الحديث. و قد أعطيت
أمثلة في مقالات سابقة على هذا الأمر. أما في الأمثلة أعلاه فنرى كيف لوى الميرزا عنق
نصوص الأناجيل نفسها لتخدم أغراضه، أنظروا مثلاً إلى ما ادعاه الميرزا بالنسبة إلى
قصة الشيطان مع عيسى (ع) المذكورة في إنجيل لوقا. فهو في كتابه (المسيح الناصري في
الهند) ص 82 استشهد بالقصة على أن المسيح عليه السلام ((لم يقبل وساوس الشيطان بل رفضها)) –
أنظر الوثيقة أعلاه ، لكن كلامه ذاك لم يمنعه من تطويع النص لرغباته فاستشهد بنفس
القصة في كتابه (نور الحق) ص 142
على أن المسيح (ع) ((ما استطاع إلا أن يميل إليه)) –
أنظر الوثيقة أعلاه.
و لتحكموا بأنفسكم على طريقة استشهاد الميرزا بالقصة في
الإنجيل أنظروا إلى نص القصة الأصلي كما هو في إنجيل لوقا :
و الأمثلة على ليّ الميرزا لأعناق النصوص كثيرة، و سأعطي
مزيداً من الأمثلة في مقالاتي القادمة إن شاء الله.
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فؤاد العطار
عوده
*************3×1
ثلاثة في واحد !!
بقلم : فؤاد العطار
anti_ahmadiyya@yahoo.com
أرجو أن لا يذهب بالك عزيزي القاريء إلى أنواع الشامبو
فنحن ما زلنا بصدد مناقشة أفكار و عقائد الجماعة الأحمدية بفرعيها القادياني و
اللاهوري. و سنتناول هنا الإدعاء الأساسي الذي زعمه ميرزا غلام أحمد القادياني
1839م – 1908م. فقد ادعى الميرزا أنه هو المهدي الموعود و المسيح المنتظر في نفس الوقت.
و ادعى لاحقاً أن الله جعله مريم ابنة عمران عليها السلام لمدة سنتين. و الحقيقة
أن غلام قاديان لم يدعي أنه ثلاثة في واحد فقط. فقد ادعى لاحقاً أنه نبي الله آدم
و إبراهيم و موسى و جميع الأنبياء و المرسلين عليهم السلام. كما و ادعى سنة 1905م
بأنه النزول الثاني لكريشنا المقدس عند الهندوس. موت المسيح عليه السلام حاول
الغلام أن يثبت بجميع السبل أنه فعلاً المهدي و المسيح في نفس الوقت. و ابتدأ
استدلالاته بإثبات وفاة المسيح عليه السلام. و أنا لست هنا بصدد مناقشة أدلته تلك
كما فعل البعض. فأنا مع الرأي الإسلامي القائل بأن عيسى بن مريم عليه السلام
توفي بعد أن نجاه الله من مكر الماكرين. و الغلام لم يأت بجديد حيث اعتمد على كلام
علماء مسلمين سابقين مثل مالك بن أنس و ابن حزم الأندلسي و البخاري و غيرهم. و قد
تمسك الغلام بهذه الفكرة ليمهد لادعائه بأن شبيهاً للمسيح عليه السلام هو من سينزل
في آخر الزمان. و أنه هو – أي غلام قاديان – هو ذلك الشبيه!. و نحن في قولنا أن
الله سبحانه توفى عيسى بن مريم عليه السلام نستند إلى قوله تعالى ((إِذ قَالَ
اللـه يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ
فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ – سورة آل عمران 56)). فالفعل
"توفى" لم يرد في القرآن إلا بمعنيين اثنين هما الموت و النوم. أما في
هذه الآية فلم تأت قرينة لتفيد معنى النوم لذلك لا يبقى لنا إلا أن نجزم بأن
المقصود بالوفاة هنا هو الموت. و موت عيسى عليه السلام لا ينفي أبداً أن الله
سيبعثه قبل يوم القيامة فيقتل الدجال و يكسر الصليب. وقد صرح رسول الله بأن الله
سيبعث عيسى من الموت في آخر الزمان. ففي صحيح مسلم حديث لرسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول فيه (.....كَذَلِكَ إِذ بَعَثَ اللـه الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ
فَيَنـزلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ....). ناهيك عن
الأحاديث الصحيحة الأخرى التي تذكر أفعال عيسى بن مريم عليه السلام من كسر للصليب
و قتل للخنزير و غير ذلك مما يثبت بأن الله سيحييه ليفعل تلك الأفعال. هل تثبت
الأحاديث وجود مسيحَـين اثنين ؟ يقول غلام قاديان بأنه ما دام عيسى عليه السلام قد
مات فإنه لن يبعث قبل يوم القيامة بل سيبعث شبيه له هو الغلام نفسه. و يستدل أتباع
الغلام – القاديانيون و اللاهوريون – على صحة ادعاء الغلام بأحاديث صحيحة يدعون
أنها تصف عيسى ابن مريم وصفًا مختلفًا عن المسيح المنتظر. و الحديثان المتعارضان
برأيهم هما: (1) في صحيح البخاري حديث عن رحلة الإسراء حيث رأى رسول اللـه محمد
صلى الله عليه وسلّم عيسى ابن مريم، فوصفه بأنَّـه أحمر جعد، و الحديث رواه ابْنِ
عُمَرَ رَضِيَ اللـه عَنـهمَا قَالَ ((قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلّم
رَأَيْتُ عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ
عَرِيضُ الصَّدْرِ وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ كَأنَّـه مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ)).
(2) في صحيح البخاري أيضاً حديث يصف فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم المسيح
عليه السلام حيث رآه في المنام بأنَّـه آدم سبط الشعر، و الحديث رواه أيضاً ابْنَ
عُمَرَ رَضِيَ اللـه عَنـهمَا قَالَ ((قَالَ رَسُولُ اللـه بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ
رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ بَيْنَ
رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ
فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ أَعْوَرُ
الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنـه عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا
قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ أَقْرَبُ النَّاسِ بـه شَبـها ابْنُ قَطَنٍ وَابْنُ
قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ)). يقول القاديانيون و
اللاهوريون أن الحديث الأول يصف مسيح بني إسرائيل عليه السلام. أما الحديث الثاني
فيصف المسيح المنتظر الذي سينزل في آخر الزمان حيث يذكر الحديث الأعور الدجال أيضاً.
قلت : إن التعارض الذي يدعيه أتباع غلام قاديان غير موجود لأن الحديث الأول لا
يذكر أن عيسى عليه السلام جعد الشعر. فالجعد في اللغة لها معان كثيرة إن لم ترتبط
بالشعر. فمثلاً يقال "رجل جعد" لمن يمتلك جسماً قوياً متيناً. و قد تكون
الجعودة صفة للبشرة. أما بالنسبة للون البشرة فقد قال رسول الله صلى الله عليه و
سلم بأن أدمة بشرة عيسى عليه السلام هي كأحسن ما يرى من أدم الرجال. و الأدمة هي
لون بين البياض و السمرة. و أحسنها في نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما كان
أقرب إلى البياض و الحمرة. و هذا ما رواه البخاري و مسلم و أحمد بن حنبل. فقد
تجاهل القاديانيون و اللاهوريون كل الأحاديث الصحيحة الأخرى التي تؤكد بأن عيسى عليه
السلام الذي رآه الرسول صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء كان سبط الشعر و ليس
فيها الوصف "أجعد". و روى البخاري ((حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر
حدثنا شعبة عن قتادة ح و قال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن
أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة
ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا
خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه فلا تكن في مرية من لقائه قال أنس
وأبو بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تحرس الملائكة المدينة من الدجال)). و روى
مسلم ((حدثنا عبد بن حميد أخبرنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة
عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم ابن عباس قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران عليه السلام رجل آدم طوال
جعد كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط
الرأس وأري مالكا خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه فلا تكن في مرية من
لقائه )). و روى أحمد بن حنبل ((حدثنا يونس حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أبي
العالية حدثنا ابن عم نبيكم صلى الله عليه وسلم ابن عباس قال قال نبي الله صلى
الله عليه وسلم رأيت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال
شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم عليهما السلام مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط
الرأس )). إذاً ففي رحلة الإسراء كان وصف النبي صلى الله عليه و سلم لعيسى عليه
السلام بأنه سبط الشعر و بشرته أقرب إلى البياض و الحمرة. و هذا في نظر النبي صلى
الله عليه و سلم أحسن ما يكون من أدم الرجال. فالأدمة هي لون بين البياض و السمرة.
و هذا الوصف هو وصفه صلى الله عليه و سلم لعيسى عليه السلام في الرؤيا التي رآها.
فقد روى البخاري أيضاً ((حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع
قال عبد الله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال
فقال إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة
طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم
الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين
وهو يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح ابن مريم ثم رأيت رجلا وراءه جعدا
قططا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجل يطوف
بالبيت)). و قد وردت نفس الصفات في وصف عيسى عليه السلام في حديث رؤية النبي صلى
الله عليه و سلم لعيسى عليه السلام و للمسيح الدجال، حيث روى مالك في موطئه الحديث
التالي: ((عن نافع عن عبد الله بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أراني الليلة عند الكعبة
فرأيت رجلا آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال له لمة كأحسن ما أنت
راء من اللمم قد رجلها فهي تقطر ماء متكئا على رجلين أو على عواتق
رجلين يطوف بالكعبة فسألت من هذا قيل هذا المسيح ابن مريم ثم إذا أنا
برجل جعد قطط أعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية فسألت من هذا فقيل لي
هذا المسيح الدجال)) "عمرو بن شمر" مـُلهـِم الغلام في سنة 1894م حدث
خسوف للقمر ليلة 13 رمضان، وفي العام ذاتـه حدث كسوف للشمس يوم 28 رمضان. و قد كان
علماء الفلك بانتظار ذلك الخسوف و الكسوف لأغراض علمية. أما غلام قاديان فكان ينتظر هذين
الحدثين الفلكيين ليعلن أنهما آيتان من الله تصديقاً لادعائه عام 1882م بأنه هو
المهدي. و استند الغلام في ادعائه إلى الحديث الضعيف التالي المروي في سنن
الدارقطني عن بعض الشيعة: ((حدثنا أبو سعيد الاصطخري حدثنا محمد بن عبد الله بن
نوفل حدثنا عبيد بن يعيش حدثنا يونس بن بكير عن عمرو بن شمر عن جابر عن محمد بن
علي قال: إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض، ينخسف القمر لأول
ليلة من رمضان، وتنكسف الشمس في النصف منـه، ولم تكونا منذ خلق اللـه السماوات
والأرض - سنن الدارقطني)). بعد أن علم الغلام باقتراب ظهور هذين الحدثين الفلكيين استغل
جهل عامة الناس بأمور الفلك و أعلن أنه هو المهدي المنتظر عام 1882م ليقول فيما
بعد بأن هاتين الآيتين تحققتا في عام 1894م تصديقاً لادعائه المهديّة. وقال بأن
المقصود من أول ليالي رمضان هو أول الليالي التي يمكن أن يحدث فيها الخسوف – و هي
برأيه ليلة 13. و المقصود بالنصف من رمضان هو اليوم الذي يقع في نصف الأيام التي
يمكن أن يحدث فيها الكسوف – و هو برأيه يوم 28 رمضان. لكن كما لاحظت عزيزي القاريء
فإن الأثر المذكور لا يمت بصلة إلى تأويل غلام قاديان. فالأثر يذكر الليلة الأولى
من رمضان و ليس الليلة الأولى للخسوف. كما يذكر الأثر اليوم الواقع في منتصف رمضان
و لا يذكر أبداً منتصف أيام الكسوف. و بالتأكيد فقد لاحظت أيضاً أن الأثر المذكور
ليس حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه و سلم. فهو أثر منقول عن بعض الشيعة على
لسان محمد الباقر الذي كانت ولادته بعد 47 سنة من وفاة الرسول صلى الله عليه و
سلم. أما الرواة الشيعة لهذا الأثر فضعفاء خاصة الراوي عمرو بن شمر الذي اتهمه
بالوضع كل من علماء السنة و الشيعة على حد سواء. و إليك هنا بعض ما قاله بعض علماء
أهل السنة عن الرواة الشيعة لهذا الأثر: عمرو بن شمر و جابر الجعفي: · قال
السليماني: كان عمرو بن شمر يضع للروافض . · قال الجوزجاني : عمرو بن شمر كذاب
زائغ . · قال الحاكم: كان عمرو بن شمر كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، وليس يروي
تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره.
· قال ابن حبان : عمرو بن شمر رافض يشتم الصحابة ويروي
الموضوعات عن الثقات . · قال أبوحاتم : عمرو بن شمر منكر الحديث جدا ضعيف الحديث
لا يشتغل به ، تركوه . · وكذلك وهّاه غير واحد ، منهم البخاري والنسائي وابن سعد ·
أما الدارقطني راوي الأثر نفسه فقال عندما نقل الحديث التالي في سننه ((لاَ تُقْبَلُ
صَلاَةٌ إِلاَّ بِطَهُورٍ وَبِالصَّلاَةِ عَلَىَّ )): عَمْرُو بْنُ شَمِرٍ وَجَابِرٌ
الْجُعْفِىُّ ضَعِيفَانِ. وجابر الجعفي أيضاً متروك الحديث . وثقه شعبة ووكيع
والثوري ، ولكن كذبه ابن معين وأبو حنيفة وليث بن أبي سليم والجوزجاني وابن عيينة
وابن خراش وسعيد بن جبير وغيرهم ، وضعفه كثيرون. قال الذهبي : ((جابر الجعفي وثقه
شعبة فشذ وتركه الحفاظ)) . وقال ابن حجر: ((جابر الجعفي ضعيف رافضي)). رأي الشيعة
أنفسهم مع أن الأثر مذكور عند الإمام الدارقطني إلا أنه أثر شيعي خالص كما بينا أعلاه.
فالراويان عمرو بن شمر و جابر الجعفي شيعيان. و الأثر نفسه مذكور في بعض كتب
الشيعة. لكن علماء الشيعة ضعفوا هذا الأثر أيضاً لأن راويه عمرو بن شمر متهم
بالوضع عند الشيعة أنفسهم. و هذه بعض أقوال علماء الشيعة الإمامية فيه: - قال
الحلـّي في خلاصته: عمرو بن شمر روى عن أبي عبد الله وعن جابر وهو ضعيف جدا، زاد
أحاديث في كتب جابر بن يزيد الجعفي، ينسب إليه بعضها، فالأمر ملتبس، فلا أعتمد على
شئ مما يرويه. - قال النجاشي: عمرو بن شمر، أبو عبد الله الجعفي عربي، روى عن أبي
عبد الله ضعيف جدا زاد أحاديث في كتب جابر الجعفي ينسب بعضها إليه. أما الراوي
الشيعي الآخر جابر بن يزيد الجعفي الكوفي فقد وثقه بعض علماء الشيعة لكن البعض
الآخر ضعفه لاختلاطه. وهذه أقوال بعض علماء الشيعة فيه: - في خلاصة العلامة: جابر بن
يزيد روى الكشي فيه مدحا وبعض الذم والطريقان ضعيفان ذكرناهما في الكتاب الكبير. - وقال ابن
الغضايري، إن جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ثقة في نفسه، ولكن جل من روى عنه ضعيف،
فممن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ومفضل بن صالح والسكوني ومنخل بن
جميل الأسدي. وأرى الترك لما روى هؤلاء عنه والوقف في الباقي إلا ما خرج شاهدا. -
وقال النجاشي: جابر بن يزيد الجعفي لقي أبا جعفر وأبا عبد الله ومات في أيامه سنة
ثمان وعشرين ومائة، وكان نفسه مختلطا، وكان شيخنا محمد بن محمد بن النعمان ينشدنا
أشعارا كثيرة في معناه تدل على الاختلاط ليس هذا موضعا لذكرها والأقوى عندي التوقف
فيما يرويه هؤلاء. الروايات الأخرى عن الباقر تكذب عمرو بن شمر لكن آية الخسوف و الكسوف
وردت في كتب شيعية أخرى عن محمد بن علي الباقر على نحو مخالف تماماً لرواية عمرو
بن شمر تلك. ففي كتاب "الإيعاز" نجد الأثر التالي عن محمد بن علي
الباقر: ((عن ثعلبة الأزدي قال: قال أبو جعفر الباقر : آيتان تكونان قبل قيام
القائم (المهدي): كسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخره ، قال: فقلت :
يا ابن رسول الله، تكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف، فقال أبو جعفر: أنا
أعلم بما قلت : إنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم)). و هذه الرواية مذكورة أيضاً
في الكتب التالية: الإرشاد للمفيد ج2 ص374 ، غيبة النعماني ص181 ، إعلام الورى
ص429 ، غيبة الطوسي ص270 ، بشارة الإسلام ص 96 ، يوم الخلاص ص516 ، تاريخ ما بعد
الظهور ص118. و يتكرر نفس المعنى أيضاً في هذه الرواية الأخرى عن الباقر نفسه:
((عن وردان أخي الكميت عن أبي جعفر الباقر أنه قال: إن بين يدي هذا الأمر انكساف
القمر لخمس تبقى - والشمس لخمس عشر وذلك في شهر رمضان وعنده يسقط حساب المنجمين
)). و هذه الرواية موجودة في الكتب التالية: غيبة النعماني ص182 ، بشارة الإسلام
ص97 ، تاريخ الغيبة الكبرى ص479 ، يوم الخلاص ص517. موقف الغلام لكن غلام قاديان لم
يبالي بكل هذه التناقضات و الكذبات على محمد بن علي الباقر حيث قرر أن يختار من
الآثار ما يوافق مراده. و لم يلتفت غلام قاديان إلى حقيقة أن كثيراً من أحاديث
المهدي السفاك الموضوعة جاءت بسند مكافيء للسند الذي روي فيه كلام محمد بن علي
أعلاه. فالأثر كما قلنا هو من رواية عمرو بن شمر المتهم بوضع الأحاديث للشيعة. و
من الآثار العجيبة التي رواها عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي
الباقر (و هو نفس سند الأثر "إن لمهدينا آيتين") التالي: روى عمرو بن
شمر عن جابر قال (( دخل رجل على أبي جعفر الباقر فقال له عافاك الله اقبض مني هذه
الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي فقال له أبو جعفر خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل
الإسلام و المساكين من إخوانك المسلمين . إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية و
عدل في الرعية فمن أطاعه فقد أطاع الله و من عصاه فقد عصى الله و إنما سمي المهدي
لأنه يهدى إلى أمر خفي و يستخرج التوراة و سائر كتب الله عز و جل من غار بأنطاكية.))
و روى عمرو بن شمرعن جابر الجعفي ((عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر حديثاً طويلاً
ذكر فيه أن علي بن أبي طالب قال للصحابة لما حضرت عمر بن الخطاب الوفاة: نشدتكم
بالله هل فيكم أحد أطعمه رسول الله صلى الله عليه وآله رمانة وقال " هذه من
رمان الجنة لا ينبغي أن يأكل منه إلا نبي أو وصي نبي " غيري؟ قالوا: لا. قال:
فهل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: " أنت قسيم النار تخرج
منها من زكى وتذر فيها كل كافر " غيري؟ قالوا: لا. قال: فتغامزوا فيها بينهم
وتشاوروا وقالوا: " قد عرفنا فضله، وعلمنا أنه أحق الناس بها، ولكنه رجل لا
يفضل أحدا على أحد، فإن وليتموها إياه جعلكم وجميع الناس فيها شرعا سواء، ولكن
ولوها عثمان فإنه يهوى الذي تهوون " فدفعوها إليه.)) وعن عمرو بن شمر عن جابر
الجعفي ((عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قال : يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع
الله عز وجل الاولين والآخرين لفصل الخطاب دعي رسول الله صلى الله عليه وآله ودعي
أمير المؤمنين فيكسا رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضئ ما بين المشرق والمغرب
ويكسا علي مثلها وكسا رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية يضئ لهامابين المشرق
والمغرب ويكسا علي مثلها ثم يصعدان عندها ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس فنحن
والله ندخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ، ثم يدعى بالنبيين فيقامون صفين عند
عرش الله عزوجل حتى نفرغ من حساب الناس ، فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار
بعث رب العزة عليا فأنزلهم منازلهم من الجنة وزوجهم فعلي والله الذي يزوج أهل
الجنة في الجنة وما ذاك إلى أحد غيره ، كرامة من الله عز ذكره وفضلا فضله الله به
ومن به عليه وهو والله يدخل أهل النار النار وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا
دخلوافيها أبوابها لان أبواب الجنة إليه وأبواب النار إليه.)) و عن عمرو بن شمر عن
جابر بن يزيد ((عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن لعلي في الأرض كرة مع الحسين
ابنه صلوات الله عليهما يقبل برايته حتى ينتقم له من بني أمية و معاوية و آل
معاوية و من شهد حربه ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا
و من سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهم بصفين مثل المرة الأولى حتى يقتلهم و لا يبقى
منهم مخبرا ثم يبعثهم الله عز و جل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون و آل فرعون)). و
الأحمديون – القاديانيون و اللاهوريون
– يصفون الآثار المذكورة أعلاه بالخزعبلات. قلت : إن
كانت بعض الأحاديث المروية عن المهدي السفاك هي بسند مكافيء للأثر ((إن لمهدينا
آيتين..)). فكيف يكون هذا الأثر حجة للغلام؟. و الأحمديون –ينكرون أحاديث في البخاري
و مسلم سندها كاللؤلؤ مقارنة مع سند الوضاع عمرو بن شمر إذا خالفت عقولهم؛ فكان
الأحرى أن ينكروا الأثر الموضوع ((إن لمهدينا آيتين)) لأنه بالإضافة إلى سقوط سنده
فإن متنه خالف العقل و العلم. فكيف يكون كسوف القمر في بداية الشهر القمري؟ وهل
تكون الآية أحجية ليقوم المسلمون بحلها بالرغم من عدم ثبوتها عن رسول الله صلى
الله عليه و سلم؟ وكيف نصدق نفي الأثر لظهور هاتين العلامتين منذ خلق الله السموات
والأرض. ألم تظهر هاتان الآيتان – حسب تفسير الغلام - عشرات المرات في الماضي؟ ألم
يكن و لا يزال ثبوت رمضان لكثير من المسلمين يعتمد على الرؤية المجردة للهلال؟. و
هل يجب أن يغير المسلمون مذهبهم الفقهي لينجوا من عذاب الله بتكذيب نبي؟. لقد اتهم
بعض القاديانيين أبا هريرة رضي الله عنه و أرضاه بأنه كان ينقل كلام بني إسرائيل و
ينسبه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم. إذاً بأي حق يريدوننا أن نقبل منهم أن
ينسبوا كلاماً إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد نقله كذاب عن كذاب عن رجل
ولد بعد 47 عاماً من وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم !! خصوصاً أن الكلام
المنقول يخالف العقل و العلم و ليس فيه ما يوافق تفسيرهم له. و لا أدري ما معنى
(إن لمهدينا آيتين)؟ فمتى كنا ننتظر آيات المهدي ؟ إن المهدي إلا إمام عادل أخبر
رسول الله صلى الله عليه و سلم عن وجوده في هذه الأمة. و قد سبقه في الماضي خلفاء
راشدون نشروا الحق و أقاموا العدل. و يقول الذهبي في ترجمة محمد بن علي الباقر
نفسه ((ولقد كان أبو جعفر إماماً مجتهداً، تالياً لكتاب الله، كبير الشأن. ولكن لا
يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجة أبي الزناد وربيعة، ولا في
الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب)). قلت : إذاً فلم يكن الباقر رحمه الله
أعلم بالسنن من أئمة التابعين في هذا المجال. فلماذا لا يأخذ القاديانيون بالآثار
الموقوفة عن غيره من أئمة رواة الحديث ؟. فكيف و لم يثبت هذا الكلام عن الباقر بل
ثبت أنه قد افتراه عليه وضاع أفاك أثيم.
خرافة أول أيام الخسوف و منتصف أيام الكسوف أما مقولة
((ليالي الخسوف في الشهر القمري هي 13 و 14 و 15. و أيام الكسوف هي 27 و 28 و 29))
فقد ثبت خطؤها علمياً. لأنه يجب تحديد المكان الذي تطبق فيه. و لا أدري لماذا يصر القاديانيون
على ترديد هذه المقولة في عصر ثبت بالدليل القاطع بطلانها. فبالنسبة لشرق و أواسط آسيا (حيث تقع
قاديان و لاهور). يمكن أن يحدث خسوف القمر في اليوم 12 من الشهر القمري. و الذي
يرفض هذه الحقيقة و يصر على مبدأ الرؤية الفلكية للهلال فإن عليه بالضرورة أن يرفض
إمكانية حدوث كسوف الشمس في اليوم 27 من الشهر القمري. أما الكيل بمكيالين عند
الحديث عن الخسوف و الكسوف فغير مقبول لأنه تمويه مكشوف. فليتم حدوث كسوف الشمس
هناك في يوم 27 من الشهر القمري يجب أن تتأخر بداية الشهر لأكثر من يومين عن تولد
الهلال الفعلي. و هذا يمكن فقط عند اعتماد الرؤية المجردة لإثبات بداية الشهر
القمري. و أما فلكياً فلا. و القاديانيون عند قولهم بأن خسوف القمر في قاديان عام
1894 حصل في 13 رمضان اعتمدوا على الرؤية المجردة لإثبات بداية شهر رمضان. بينما
لو اعتمدوا على الرؤية الفلكية لكان يوم الخسوف هو 14 رمضان. إذاً يجب أن يقبلوا
بتطبيق مبدأ رؤية الهلال بالعين المجردة عند الحديث عن أول أيام الخسوف في الشهر
القمري. و بهذا يكون يوم 12 هو أول الأيام الممكنة للخسوف في تلك البقعة من العالم. أما
بالنسبة لإمكانية التأكد المستقبلي من حصول خسوف القمر في يوم 12 من الشهر القمري فإنني
أستشهد بالحسابات التي أوردها أستاذ علم الفلك الدكتور ديفيد ماك نوغتون. حيث تشير
الحسابات بأن خسوفاً للقمر سيقع في يوم 21 شباط 2008 و الذي يوافق اليوم 12 من
الشهر القمري بالنسبة لسكان المنطقة الواقعة 42 درجة جنوب و 50 درجة شرق. ففي تلك
المنطقة لن تكون الرؤية ممكنة للهلال في يوم 8 شباط 2008 عند الغسق خاصة و أن
الشهر هو شباط شتاءاً. و بهذا فإن بداية الشهر القمري هناك ستكون على الأقل يوم 9
شباط 2008 و الله أعلم. و بهذا يصادف خسوف القمر هناك اليوم 12 من الشهر القمري. و
للذكر فإن الدكتور ديفيد ماك نوغتون هو عالم فلك بريطاني - و يحمل جنسية جنوب
إفريقيا أيضاً - كان يعمل في مطار دبي الدولي كاستشاري للعلوم الفلكية و
الأحوال الجوية. و له أبحاث كثيرة منشورة في بريطانيا حيث عرش كل من الخليفة
القادياني الخامس و ملكة بريطانيا رئيسة الكنيسة الأنجليكانية. و أنا أضع هنا بين أيديكم
إحدى الرسومات التوضيحية المبسطة لإثبات أنه ليتم حدوث كسوف الشمس في يوم 27 من
الشهر القمري يجب أن تتأخر بداية الشهر حوالي يومين و نصف عن تولد الهلال الفعلي:
و قد حصل نفس الكسوف و الخسوف في نفس الأوقات من رمضان (أي ليلة 13 و يوم 28) أثناء حياة الباب
- مهدي و نبي البابية و البهائية
- و تكرر في السنة التي تليها أيضاً. فلماذا لا يتبعه
القاديانيون يا ترى ؟!!! علماً أن الباب ادعى المهدية و النبوة قبل الغلام بسنوات
عديدة. و الكسوف المزدوج في رمضان يحصل بمعدل كل 23 سنة تقريباً. و قد ظهر المئات
من مدعي المهدية قبل الغلام. فأين الآية التي لم تظهر منذ خلق السماوات و الأرض؟!!!
و عندما ووجه غلام قاديان بحقيقة أن الكسوف و الخسوف المزدوج قد حدث آلاف المرات
من قبل قال الغلام بأنه لا يهم إن حصلت هذه الآية مرات عديدة في الماضي. فالآية
برأيه لا تكتمل إلا بوجود مدع بأنه هو المهدي. و لم يعلم هذا الغلام بأن عشرات
الدجاجلة قبله كانوا قد ادعوا المهدية و صادف حصول كسوف مزدوج في رمضان أثناء
حياتهم بتاريخ 13 و 28 من الشهر. و أضرب هنا هذه الأمثلة على ذلك: (1) صالح بن
طريف البرغواطي: ادعى المهدية و النبوة سنة 125 هـ . و حصل كسوف و خسوف مزدوج في
حياته مرات عديدة. (2) ميرزا علي محمد ( الملقب بالباب): ادعى المهدية قبل ادعائه
النبوة عام 1260 هـ. و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته مرات عديدة. (3) أبو منصور
عيسى: ادعى المهدية و النبوة عام 341 هـ. و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته. (4) أبو غفير محمد بن
معاذ: ادعى المهدية عام 268 هـ . و حصل كسوف و خسوف مزدوج في حياته. و قد ثبت
علمياً بأن أول الأيام الممكنة لخسوف القمر هو ليلة 12 و ليس ليلة 13 كما موه غلام
قاديان و أتباعه. فبطل بذلك شغبهم. أما ميرزا غلام فيعتقد أن الكسوف و الخسوف
يظهران فقط عند شيوع الفساد !! و أما اجتماعهما فهو تهديد من الله بالعذاب !! يقول
الغلام في كتابه "نجم الهدى"
ص232: و في كتابه "نجم الهدى" أيضاً ص253
يتحدى الميرزا خصومه أن يأتوا ببرهان على وقوع الخسوف و الكسوف المزدوج في رمضان
من قبل، يقول هناك: لا مهدي إلا المسيح ! قد يتساءل البعض عن السبب الذي جعل
الغلام يدعي بأنه هو المهدي و المسيح معاً و ليس المهدي فقط أو المسيح فقط. و
الجواب هو أن الغلام حاول أن يدعي القيمة الروحية لكل شخص مقدس عند أية فرقة من
الفرق. و نرى هذا واضحاً في ادعائه لاحقاً بأنه يمثل نزول كريشنا المقدس عند الهندوس.
أما بالنسبة لادعاء المهديّة فقد كان هذا رائجاً جداً في القرن التاسع عشر حيث كان
الناس مشغولون بادعاءات مشابهة من المهدي السوداني و الباب و غيرهم. و قد كانت
النقاشات محتدة في تأويل ظهور آيات المهدي و المسيح. و على أغلب الظن فقد كان توقع
حدوث الكسوف و الخسوف في رمضان هو الشرارة التي أطلقت طموحات الغلام لادعاء
المهديّة. أما بالنسبة للادعاء بأنه المسيح فقد وجد حديثاً موضوعاً يقول ((و لا
المهدي إلا المسيح)) فعقد العزم أن يتقمص الشخصيتين معاً. و الحديث مروي في سنن
ابن ماجة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللـه صَلَّى اللـه عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ ((لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إِلا شِدَّةً وَلا الدُّنْيَا إِلا
إِدْبَارًا وَلا النَّاسُ إِلا شُحًّا وَلا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلا عَلَى شِرَارِ
النَّاسِ وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)). أما تعليقي على هذا
الإستدلال فهو كالآتي: 1- هذا الخبر فيه محمد بن خالد الجندي ، قال عنه الحاكم
مجهول ، وقال عنه حافظ المغرب ابن عبد البر بأنه متروك ، وحُكي عن ابن معين توثيقه
، ولم يثبت ، وقد أنكر الخبر النسائي ، والحاكم ، والبيهقي ، والذهبي ، وابن تيمية
والقرطبي ، والصغاني ، وأبو الفتح الأزدي وقال: وإنما يحفظ عن الحسن مرسلاً ، رواه
جرير بن حازم عنه.
قال الذهبي: قال الأزدي (محمد بن خالد منكر الحديث) قال
الصنعاني عن هذا الحديث أنه موضوع كما في الأحاديث الموضوعة للشوكاني.
فالخبر منكر ، ولا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم ، وعلامات الضعف ظاهرة عليه . و هل يجوز أن نأخذ العقائد من حديث موضوع أو
حتى ضعيف؟ إن القاديانيين يرفضون أحاديث صحيحة في البخاري و مسلم لأنهم يقولون
بأنها ظنية الثبوت و لا تصح بها عقيدة. فكيف يقبلون إذاً بأحاديث معدومة الثبوت في
باب العقيدة؟ أم أن القواعد كلها تهون عندهم من أجل عيون غلام قاديان ؟!!! و قد
تتبعت ما ادعاه القاديانيون من توثيق ابن معين لمحمد بن خالد الجَنَدي فوجدت قصة
التوثيق منقولة عن مجهول. و تفاصيل قصة توثيق ابن معين له في غاية السخافة. فقد
روى توثيق ابن معين هذا ابو الحسن محمد بن الحسين الاّبري الحافظ في في مناقب
الشافعي فقال: اخبرني محمد بن عبد الرحمن الهمذاني ببغداد قال: حدثنا محمد بن مخلد
وهو العطار وقال : حدثنا أحمد بن محمد بن المؤل العدوي . قال: قال لي يونس بن عبد
الأعلى : جاءني رجل قد وخطه الشيب سنة ثلاث عشر يعني و مائتين عليه مبطنة وازير
يسألني عن هذا الحديث فقال لي : من محمد بن خالد الجندي ؟ فقلت : لا ادري . فقال
لي : هذا مؤذن الجند وهو ثقة . فقلت له : انت يحيى بن معين ؟ فقال نعم...الخ. ولكن
لا يمكن الاحتجاج بهذه الحكاية لأمرين : - ان في اسنادها احمد بن محمد بن المؤل -
ابو بكر الصوري قد ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال روى عن الحسن بن عرفة و يونس
بن عبد الأعلى و غيرهم. و روى عنه : ابو عمرو بن السماك وابو بكر الشافعي و عبيد
الله بن محمد بن سليمان المخرمي . ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ومثل هذا مجهول
الحال فلا يمكن الاحتجاج به . - يظهر في النظر في متن هذه الحكاية ان يونس بن عبد
الأعلى لم يكن يعرف ابن معين قبل هذه الحكاية وما عرفه إلا بإخبار متكلمه . ولذلك
سأله : أنت يحيى بن معين ؟ فقال : نعم . وهكذا فلا نستطيع ان نقول ان الذي كلمه هو
يحيى بن معين . و لا ندري لماذا سأل ابن معين عن خالد الجندي رجلاً لا يعرفه طالما
ابن معين هو الوحيد الذي يعرف حال خالد الجندي. إذاً فمتن القصة شديد الغرابة و
بعيد عن المنطق. 2- جملة )) وَلا الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ(( غير مستساغة في
سياق الحديث، لأن الجمل المعطوفة على بعضها كلها أفعال غير هذه الأخيرة، فلو كان
المقصود ما فهمه البعض بأن المهدي هو المسيح لكان قال " وَما الْمَهْدِيُّ إِلا عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ" لكنه قال "و لا المهدي" فظهر سقوط شيء من الخبر. و قد
يكون أصله "و لا يتبع ظهور المهدي إلا عيسى ابن مريم" و الله أعلم. حيث
قال (لا يزداد .... إلا..) (لا تقوم....إلا) فظهر سقوط الفعل. و الحديث منكرالسند
مما يغنينا عن الخوض في نصه. فالغيبيات و غيرها من أمور الشريعة لا تثبت بالضعيف من الحديث.
فالله تعبدنا باليقين لا بالظن. و إن الظن لا يغني من الحق شيئاً. 3- ينقل غلام قاديان
و أتباعه هذا الحديث عن ابن ماجة كالآتي ()لا مهدي إلا عيسى بن مريم((. و هذا خطأ
واضح لأن لفظ ابن ماجة للحديث هو ((و لا المهدي إلا عيسى)) . أما اللفظ (لا مهدي
إلا عيسى) فقد رواه الحاكم و غيره. و رواه الحاكم ليبين نكارته فقط كما صرح هو
نفسه بذلك. و جملة (لا مهدي إلا عيسى)
ظاهرة الخطأ لأن كل من هداه الله فهو مهدي. و ليس في
الجملة إشارة إلى أمير المؤمنين الملقب بالمهدي. و أنقل لك هنا تخريج حديث (لا
مهدي إلا عيسى) بدون (ال) التعريف: - اخرجه الحاكم قال: حدثنا عيسى بن زيد بن
عيسى بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن ابي طالب ‚ ثنا يونس بن
عبد الاعلى الصرفي ‚ ثنا محمد بن ادريس الشافعي رضي الله عنه ‚ انبأ محمد بن خالد
الجندي ‚ عن أبان بن صالح ‚ عن الحسن ‚ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال
رسول الله: لا يزداد الامر الا شدة ‚ ولا الدين إلا إدبارا ‚ و لا الناس إلا شحا ‚
و لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ‚ ولا مهدي إلا عيسى إبن مريم . - وأخرجه إبن
نعيم في الحلية فقال : حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا سليمان
بن إسحق بن نوح الطلحي . وحدثنا أبو محمد بن حيان ‚ ثنا أبو الحريش الكلابي ‚ ثنا
يونس بن عبد الأعلى ‚ ثنا محمد بن إدريس الشافعي ‚ عن محمد بن خالد الجندي ‚ عن
أبان بن صالح ‚ عن الحسن ‚ عن أنس بن مالك أن رسول الله قال : لا يزداد الأمر إلا
شدة ‚ ولا الدنيا إلا إدبارا ‚ ولا الناس إلا شحا ‚ ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس
‚ ولا مهدي إلا عيسى ابن مريم عليهما السلام. - واخرجه القضاعي في مسند الشهاب . -
واخرجه الخطيب في تاريخ بغداد . - واخرجه المزي بطريقين عن يونس بن عبد الأعلى . -
وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم و فضله . - وعن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي
في العلل المتناهية . - واخرجه ابو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن . -
واخرجه السلفي في الطيوريات . - واخرجه ابن منده في فوائده .
- واخرجه يوسف الميانجي . - و ذكره الذهبي في ترجمة يونس بن عبد الأعلى من تذكرة
الحفاظ بإسناده عن يونس . وكذا السبكي في طبقات الشافعية . إذاً فقد روى الحديث
كثيرون بلفظ (لا مهدي إلا عيسى). و هذا اللفظ لا يشير بتاتاً إلى الإمام المهدي. و
الجملة واضحة الخطأ كما أسلفت سابقاً لأن كل المؤمنين الصالحين مهديون. و يستند
القاديانيون في ادعاءاتهم أيضاً إلى الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللـه عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ ((يُوشِكُ مَنْ
عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا
عَدْلاً فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ
وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا)).
يقول القاديانيون بأن الحديث وصف عيسى عليه السلام بأنه
إمام مهدي و بهذا يكون هو المهدي الموعود. قلت: إذا كان عيسى عليه السلام هو
المهدي لقول النبي صلى الله عليه و سلم في حقه (إماماً مهدياً) فلماذا لا يكون
معاوية ابن سفيان رضي الله عنه هو المهدي أيضاً ؟. أو يكون جرير رضي الله عنه هو المهدي
؟. فقد روى البخاري و غيره الحديث التالي: ((حدثني محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا
ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس عن جرير رضي الله عنه قال ما حجبني النبي صلى الله
عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ولقد شكوت إليه إني لا أثبت على
الخيل فضرب بيده في صدري وقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا.)). و روى أحمد بن
حنبل أيضاً ((حدثنا علي بن بحر حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن
ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
ذكر معاوية وقال اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به)). الميرزا و تناسخ الأرواح مع
أن القاديانيين يحاولون عبثاً القول بتناسخ الأرواح و يصرون أن كون الميرزا هو المسيح
لا يعني نزول روح المسيح عليه، إلا أن محاولاتهم هذه عبثية بالنظر إلى كثرة النصوص
الواضحة التي أوردها الميرزا لدعم نظرية تناسخ الأرواح، و سأورد هنا بعض الأمثلة
فقط، حيث ذكر الميرزا في كتابه "مرآة كمالات الإسلام" ص438: و يقول في
كتابه "مرآة كمالات الإسلام" أيضا ص553: و يقول الميرزا في الصفحة 99 من
كتابه "المسيح الناصري في الهند":
((وكان بوذا يعتقد بالتناسخ، و لكن تناسخه لا يخالف
تعاليم الإنجيل، إذ التناسخ عنده على ثلاثة أقسام:
أولاً: أن عزيمة الإنسان على المزيد من الأعمال تقتضي
جسماً آخر بعد الموت
ثانياً: هو ما يعتقد أهل التبت بوجوده في زعمائهم
الدينيين "لامات"، و هو أن جزءاً من روح بوذا أو زعيم بوذي آخر يحا في
"لاماتهم".. أي أن قوته و طبيعته و خواصه الروحية تنتقل إلى
"لاما" الحالي، و روحه تؤثر فيه.
ثالثاً: أن الإنسان لا يزال يمر في حياته في الدنيا
بأنواع الولادة إلى أن يصبح إنساناً حقيقياً حسب خواصه الذاتية، حيث ينعدم وجوده
الأول و يكتسب وجوداً ثانياً بحسب أعمال وجوده الأول ...إلخ)) يا مريم اسكن أنت و
زوجك الجنة !! ليس في العنوان خطأ طباعي كما تظن فهو جزء من وحي ادعى الغلام أنه تلقاه
من إلهه و هو مذكور في كتاب "التذكرة" صفحة 727 الذي يحتوي على الوحي
المقدس لغلام قاديان. و في هذا الوحي يسميه إلهه باسم مريم. فقد حاول الغلام أن
يثبت بكل وسائل التمويه و التحريف أنه يمثل النزول الثاني للمسيح عليه السلام.
فادعى بأنه يشبه المسيح عليه السلام في جوهره. و بهذا يصح برأيه أن يسمى باسم عيسى
بن مريم نفسه. و عندما سئل عن وجه الشبه ذاك قال بأن المسيح عليه السلام ولد من
غير أب. و أن غلام قاديان لم يكن له شيخ طريقة يتبعه. و ما دام شيخ الطريقة هو
بمثابة الأب الروحي فيكون غلام قاديان بذلك قد ولد من غير أب أيضاً!! و لمّا لم
يصدق الناس هذه السخافات قام الغلام بتبني سخافة أكبر حتى تكتمل فضيحة كذبه بين
الناس. حيث قال الغلام في كتابه روحاني خزائن ما يلي: ((جعلني الله مريم لمدة
سنتين ... ثم نفخ فيّ روح عيسى كما نفخ في مريم. و على صورة استعارية صرت حاملاً.
و بعد مرور عدة أشهر لا تزيد عن عشرة بعد هذا الإلهام تحولت من كوني مريم إلى عيسى.
و بهذا أصبحت المسيح عيسى بن مريم – كتاب روحاني خزائن ج19ص50)). و في مكان آخر من
كتاب "روحاني خزائن" يقول الغلام: ((أنا المقصود من قوله تعالى "
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن
رُّوحِنَا " لأني أنا الوحيد الذي ادعيت أني مريم و أنه نفخ فيّ روح عيسى -
كتاب روحاني خزائن ج22ص350)). و في كتاب التذكرة أيضاً تجد الوحي التالي لغلام
قاديان: ((فَجَاءه الْمَخَاضُ إِلَى جِذعِ النَّخْلَةِ قَالَ يَا لَيْتَنِي مِتُّ
قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا)). و لا أجد كلاماً للتعليق على هذه
القصة الظريفة إلا أن أهنـّيء عباقرة القاديانيين بغلامهم الحبلى الموعود. و
أهديهم هذه الأبيات التي ألهمتني إياها قصة غلامهم الظريفة تلك. و قد اسميت
القصيدة ب " القصيدة الإعجازية" على اسم القصيدة التي ألفها الغلام و
تحدى بها البشرية:
!!القصيدة الإعجازية
جاءَ المسيح ْ[1] *
جاءَ المسيح ْ
هكذا صاحَ صوتٌ من الشرقِ ِ ..
كالدّيكِ الفصيح ْ
** قلتُ : أحقّا ً تقول ُ ؟
أهوَ المسيح ْ ؟
أم أنه ُ ذاكَ الذي ..
هو أعورٌ .. ذو وجهٍ قبيح ْ ؟[2]
* قال : كلا يا أخي
ذاكَ الذي تعني خـُرافة ْ[3]
و مسيحنا جاءَ ..
ليقضي على تلكَ الخـُرافة ْ
و ليُرسي أهمَّ أعمدةِ الإيمانِ ِ
.. أعني "النظافة ْ " ..
و يقولَ لمن حملَ السلاحَ
رويدكَ
..
هذي سـَخافة ْ[4]
أتقاتلُ القوة َ العـُظمى التي ..
علـّمـتنا .. أسرارَ النحافة ْ ؟!!
** قلتُ له : هذا غريب ْ ..!!
فمن عهدٍ قريب ْ ..
قرأتُ في الأحاديثِ ..
أنَّ المسيحَ يـُعرفُ ..
إذا .. "كـَسـَرَ الصليب ْ "
* قال : كلا
..
ذاكَ تصحيفٌ و إدراجٌ
و الأصلُ هوَ .. "شَربَ الحليب ْ "
** قلتُ : دع عنكَ هذي الرزايا
ألن يقتلَ الخنزيرَ يوما ً؟
* قال : كلا
..
فالخنازيرُ هم ْ ذرّية ُ البغايا[5]
الذين كـذ ّبوه ُ ..
أزواج ُ البغايا[6]
** قلتُ : ألمسيحكم ْ آية ْ ؟
* قال : طبعا ً ..
بل ألفُ آية ْ
و منها .. أنه يوما ً تخدَّر ْ[7]
فإذا بالبطن ِ تـَكبـَر ْ
و إذا هو حـُبلى ..
ثم اختفى نصفـُه الأعلى ..
فصرخنا : .. ماذا دهاه ْ ؟!!
و ما كدنا ننتهيَ حتى ..
خرجَ رأسـُه ُ من قفاه ْ
فـَوَلـَدَ نفسـَه ُ ..
و عادت له الحياة ْ
** قلتُ له : يا سلام ْ
لماذا لم تـَقـُل هذا الكلام ْ؟
لعرفتـُه ُ منذ البداية ْ
ذاكَ الغـُلام ْ
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. فؤاد العطار
[1] ((جاء المسيح)) عنوان مقال للتعريف بالجماعة
الأحمدية منشور على موقع الإنترنت الرسمي للجماعة الأحمدية القاديانية
[2] المقصود بالأعور هنا هو المسيح الدجال. و بالمناسبة
فإن ميرزا غلام القادياني ذو عين يمنى مرتخية كما هو واضح في الصورة على الصفحة
الأولى من هذا المقال.
[3] يقول الأحمديون (القاديانيون و اللاهوريون) أن
المسيح الدجال هو الغرب النصراني اليوم. فلا وجود عندهم لشخص يدعى المسيح الدجال.
[4] من أهم الدعوات التي نادى بها غلام قاديان هي حرمة
الجهاد ضد الدولة البريطانية التي كانت محتلة للهند في أيامه.
[5] (ذرية البغايا) هي إحدى الشتائم المشهورة التي كان
ميرزا غلام القادياني يصف بها خصومه.
[6] من الشتائم المشهورة أيضاً عند غلام قاديان وصفه
لزوجات خصومه بأنهن عاهرات ووصف خصومه أنفسهم بأنهم أقذر من الخنازير.
[7] يقول قمر الزمان ابن ميرزا غلام أحمد القادياني في
كتابه "سيرة المهدي" رواية رقم 929: ((أخبرنا الدكتور مير محمد إسماعيل
– أحد أصحاب ميرزا غلام – أن حضرة المسيح الموعود عليه السلام – ميرزا غلام – قد
أكد بأن للأفيون فوائد عجيبة و غريبة. و أنه قد أعد شخصياً من الأفيون دواءاً أسماه
"ترياق إلــهي" كان يعطي منه لأصحابه أيضاً))
***************
التفسير العبيط عند أتباع الغلام السليط
( قراءة نقدية حول حقيقة المسيح الدجال عند الجماعة
الأحمدية )
بقلم / محمود القاعود
الجماعة الأحمدية المشهورة ب ( القاديانية ) حيرت الكثير
من الناس ، فهم يدعون أنهم مسلمون مثل باقى المسلمين ، إلا أنهم يؤمنون بأن ((
الميرزا غلام أحمد القاديانى ) هو رسول من عند الله !!!
وهذا الميرزا الذى يؤمنون به الأحمديون اشتهر بسلاطة
اللسان وبذاءة القول انظروا إليه وهو يهجو أحد مخالفيه :
((ومن اللئام أرى رجيلاً فاسقاً غولاً لعيناً نطفة
السفهاء
شكس خبيث مفسد و مزور نحس يسمى السعد في الجهلا
آذيتني خبثاً فلستُ بصادق إن لم تمت بالخزي يا ابن بغاء))
روحاني خزائن ج22 ص734
وانظروا إليه وهو يرد على من انتقد إحدى قصائده :
((((ثم بعد ذلك نكتب جواب ما أشعت ، و ظلمت نفسك و الوقت
أضعت، أما ما أنكرت في كتابك بلاغة قصيدتي، و ما أكلت عصيدتي، فلا أعلم سببه إلا
جهلك و غباوتك و تعصبك و دنأتك، أيها الجهول قم و تصفح دواوين الشعراء ليظهر لك منهاج
الأدب و الأدباء، أتغلط صحيحاً و تظن الحسن قبيحاً، و تأكل النجاسة، و تعاف
النفاسة، ليس في جعبتك منزع، فظهر لك في التزري مطمع، و كذلك جرت عادة السفهاء،
أنهم يخفون جهلهم بالإزدراء. و يلك ما نظرت إلى غزارة المعاني العالية، و استقريت
القذر كالأذبّة. ما فكرت في حسن الكلام، و لا في المنطق و نظامه التام. أيها الغبي
علمت من هذا أنك ما ذقت شيئاً من اللسان، و لا تعلم ما حسن البيان، و نزوت
كالسرحان قبل الفهم و العرفان. أبهذا تبارينا في الميدان، و تبارزنا كالفتيان. أتتكيء على
الأصغر الذي كتب معه الجعفر إليك و كنت قد فررت من هذه القرية مع لعن نزل عليك.
فاعلم أنهم يكذبون و ليسوا رجال المصارعة و لا قبل لأحد في هذه المناضلة. دع تصلفك
فإنك لست من الرجال، و لو كنت شيئاً لما فررت من الإحتيال. ثم اعلم أني ما رضت
صعاب الأدب بالمشقة و التعب، بل هذه موهبة من ربي )))) ( مواهب الرحمن - ص 131 ) !!!!!
فهل هذا إنسان محترم ؟؟؟ الإجابة أنه إنسان سليط ، لذا
فإنه استحق أن نطلق عليه (( الغلام السليط )) .
والمعلوم للجميع أنه لا نبى أو رسول بعد المصطفى صلى
الله عليه وسلم ، ومن يقول بذلك يكون قد خرج عن النص وابتدع فى الأصل .
يدعى الأحمديون بأن هناك آيات قرآنية تؤيد ادعاء ((
الغلام )) منها :
((وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ ... )) الصف 7
والواقع أن الإنسان يكاد يُجن من استشهاد الأحمدية بهذه
الآية الكريمة والتى تدل على تخبطهم الشديد ، فالآية واضحة وتقول على لسان عيسى
عليه السلام ، أنه يبشر برسول يأتى من (( بعده )) وليس من (( بعد بعدى ))
والسؤال هنا : من الذى أتى بعد عيسى بن مريم عليه السلام
؟! أهو المصطفى صلى الله عليه وسلم أم المتنبئ الكذاب ميرزا غلام ؟؟؟؟
1. وآية أخرى يستشهد بها أتباع الغلام : ((إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ
تُوعَدُونَ )) ( فصلت :30 )
هذه الآية فى نظرهم دليل على نزول الوحى على الغلام
!!!!، ولو أنهم تعقلوا لكان خيراً لهم ؛ فالآية تتحدث عن الذين قالوا ربنا الله ثم
استقاموا ، وأن الملائكة تتنزل عليهم لتبشرهم بالجنة التى (( كانوا يوعدون بها ))
وقوله تعالى (( كنتم توعدون )) دليل قاطع على أن نزول الملائكة لا علاقة له
بالدنيا من قريب أو بعيد ، وإنما هو نزول فى الآخرة لطمأنة هؤلاء الذين استقاموا ،
وإذا افترضنا معهم أنهم ينزلون بوحى فأين هذا فى الآية الكريمة ؟؟!! إن الملائكة
يقولون : (( ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون )) ولم يرد
أنهم يقولون ابشر يا ميرزا هذا وحى من السماء !!!!!
ويستشهدون أيضاً بالآية الكريمة )) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ
أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ
رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ )) ( الشورى 51 )
ويقولون لماذا لم يقل الله (( وما كان لنبى أن يكلمه
الله )) ؟؟!!! أما قوله بشر فهذا دليل على نزول الوحى على أى إنسان والميرزا
نفسه !!!!!!
وتناسى هؤلاء الأحمديون المضلون أن بشراً لا تعنى أنها
(( وكالة بدون بواب )) بحيث إن أى إنسان يدعى أنه يوحى إليه ، ولكنه سبحانه أتى
بالصفة التى تجمع هؤلاء الأنبياء والرسل وهى البشرية وقال أنه لا يكلم أحداً منهم
إلا وحياً أو .... إلخ الآية الكريمة
.
وقد قال الحق سبحانه : ((و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا
نوحي إليهم )) فلماذا لم يقل جل شأنه وما أرسلنا من قبلك إلا أنبياء ؟؟؟؟!!!!!
هل كل الرجال الذين وجدوا قبل المصطفى كانوا يوحى إليهم
؟؟!!!! أم أن الحق يقصد أنبياءه ورسله ؟؟؟
ما هذا العبث يا أتباع الغلام ؟؟؟؟
معظم الأحمديون يقولون أنهم لا يعتبرون الميرزا نبى ،
لكنه نبى تابع وليس مشرع !!!! فما معنى تابع ؟؟؟ وإذا لم يكن نبياً فلماذا يطلقون
عليه هذه الصفة الخطيرة وهى النبوة ؟؟؟
ولنتأمل قول كبار الأحمدية عن الميرزا غلام .
يقول (( هانى طاهر )) : (( ولا ريب لدينا أنه قد حاز –
يقصد الغلام – مرتبة النبوة التابعة التى لا تشريع فيها )) !!!
والأحمدية تكفر جميع الفرق الإسلامية بما فيها السنة !!!
ولنتأمل قول أحدهم ، يقول (( تميم أبو دقة )) :
(( نعم نحن الفرقة الناجية الوحيدة وباقى الجماعات
الإسلامية على ضلال )) !!!
ويقول أيضاً : (( يكفى التذكر أننا الفرقة الوحيدة التى
نشأت بدعوى وحى وبعثة إلهية منصوص عليها وينتظرها المسلمون ، بينما غيرنا من الفرق
تشكلت على اساس الاجتهادات أو بسبب ظروف تاريخية مختلفة )) !!!!
ويقول أيضاً عن الغلام : (( إن تكذيبه هو تكذيب لنبى
مبعوث مرسل من عند الله وهو من نواقص الإيمان حتماً )) !!!!
وبعد هذا الكلام الذى جاء بأقلام أتباع الأحمدية ، لا
عذر لأى أحمدى فى التنكر أو التلبيس على عامة المسلمين ممن لم يعرفوا حقيقة
الأحمدية وادعائها أن ميرزا نبى مرسل من عند الله وأن الكافر بهذا الغلام مصيره
جهنم .
وللأحمدية تفسيرات عجيبة وغريبة ومضحكة للقرآن الكريم
والسنة النبوية المطهرة ، ومن هذه التفسيرات تفسيرهم لحقيقة ( المسيح الدجال ) .
وقد اعتمد أتباع الأحمدية على الفكاهة فى تفسير بعض
الأحاديث المروية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بخصوص المسيح الدجال ، كما أنهم
قاموا بتفسير آيات القرآن الكريم تفسيراً لا يتمشى مع العق أو المنطق .
يقولون
: (( ومن علاماتها – يقصدون الساعة – إنشاء حدائق
للحيوانات فى بلاد شتى من أنحاء العالم مصداقا لقوله تعالى فى سورة التكوير : (
وإذا الوحوش حشرت ) أى جمعت فى حدائق خاصة بها !!!!!وقوله تعالى أيضاً : ( وإذا
الصحف نشرت ) إشارة إلى انتشار الصحف والمجلات بكثرة فى أنحاء العالم كما نشاهده اليوم !!!وقوله تعالى
أيضا: ( وإذا المؤودة سئلت بأى ذنب قتلت ) وهنا إشارة إلى الصيحات والنداءات التى
سوف يُطلقها أصحاب الفكر وأصحاب الأقلام من أجل تحرير المرأة المكبلة والمقيدة
بقيود الماضى الملئ بالجهل والتخلف لذلك قال الله تعالى : ( وإذا المؤودة سُئلت )
لأن قتلها معنوى وليس حقيقياً ولو كان قتلها حقيقياً لكان الله سأل قاتلها لماذا
قتلها ، لأن الأصل فى سؤال القاتل وليس سؤال المقتول إذ ا كان القتل حقيقياً
مادياً )) !!!!!!!
أرايتم تفسيرات أتباع الغلام السليط ؟؟؟ أليست مضحكة
ومبكية فى آن ؟؟؟
مضحكة بسبب تهافتها وسخفها ، ومبكية بسبب حال هؤلاء
المخدوعين بالكذاب مدعى النبوة الغلام الهالك .
سورة التكوير تتحدث عن يوم القيامة ، وما يصاحب هذا
اليوم من انقلاب كونى هائل ، لا علاقة له بحدائق الحيوان أو الصحف والمجلات أو
تحرير المرأة !!!
والأحمدية يريدون بتفسيرهم هذا القول بأن علامات الساعة
تحققت لذا فإن الميرزا غلام هو (( المسيح الموعود والمهدى المنتظر )) !!!!
لكن حقائق القرآن الكريم تصفعهم لتفضحهم وتفضح زيف قولهم
وإفك فكرهم وضلال عقولهم .
فكل ما تحدثت عنه سورة التكوير بخصوص يوم القيامة لم
يحدث شئ منه حتى الآن ، وهذا كفيل بإبطال زعم الميرزا الضال أنه رسول من عند الله
رب العالمين .
يقول رب العزة : (( إذا الشمس كورت )) فهل حقاً كورت
الشمس يا أتباع الغلام البائد ؟؟؟
ويقول أيضا جل شأنه : (( وإذا النجوم انكدرت )) أى
تساقطت ، فهل حقاً تساقطت النجوم ؟؟؟
ويقول سبحانه : (( وإذا الجبال سيرت )) فهل تحركت الجبال
من أماكنها ؟؟؟
ويقول عز وجل : (( وإذا العشار عطلت )) فهل ترك أحداً من
الناس رعاية الجمال وقام بإهمالها ؟؟؟
ويقول الحق : (( وإذا الوحوش حشرت )) أى إذا جُمعت من
أوكارها وأجحارها ذاهلة من شدة الفزع ، فهل حدث هذا فى حدائق الحيوان ؟؟!!!
ويقول سبحانه : (( وإذا البحار سُجرت )) أى إذا تأججت
ناراً حارقة ، فهل حدث هذا ؟؟؟
ويقول أيضاً رب العزة : (( وإذا النفوس زوجت )) أى إذا
النفوس قرنت بأشباهها يقول الطبرى : يقرن بين الرجل الصالح مع الرجل الصالح فى
الجنة ، وبين الرجل السوء مع الرجل السوء فى النار . فهل حدث هذا ؟؟؟
يقول الحق سبحانه وتعالى : (( وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ
سُئِلَتْ بأيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ )) والسؤال لأتباع الغلام هل قام رب العزة بسؤال
المؤودة ؟؟؟ ومتى تم هذا الحدث ؟؟ ما هو الدليل إن كنتم من الصادقين ؟؟؟
فحديثكم عن الصيحات من أجل تحرير المرأة يستلزم سؤال هذه
المرأة – على حد زعمكم - ، فمن الذى سألها
؟؟؟ ورب العزة لا يسأل المقتول دون إدراك والعياذ بالله ، وإنما توبيخاً لقاتلها ،
وإشعاراً له بمدى الجرم الذى ارتكبه
.
يقول الحق : (( وإذا الصحف نُشرت )) أى وإذا صحف الأعمال
نشرت . أعمال الخير والشر التى اقترفها الإنسان فى الدنيا ، ولا علاقة بهذه الصحف
التى تحدث عنها ربنا بالصحف والمجلات والتهريج الذى يتحدث عنه أتباع الغلام .
ويقول جل شأنه : (( وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ )) أى
إذا السماء أُزيلت ونزعت من مكانها كما يُنزع الجلد عن الشاه ، فهل كُشطت السماء
؟؟؟ ... إلخ الآيات التى تتحدث عن علامات يوم القيامة .
من خلال ما سبق يتبين لنا أن التفسير العبيط لأتباع
الغلام السليط تفسير مجافى للحقائق الظاهرة والبراهين الساطعة .
ولنتأمل معاً تفسيرهم لأحد الأحاديث النبوية الخاصة
بالدجال :
(( عن حذيفة بن أسيد الغفارى رضى الله عنه قال : اطلّع
النبى صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون ؟ قالوا : نذكر
الساعة ، قال إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات : فذكر الدخان ، والدجال ، والدابة
، وطلوع الشمس من مغربها ، ونزول عيسى بن مريم ، ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف ،
خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن
تطرد الناس إلى محشرهم . )) ( رواه مسلم وأبوداود والترمذى وابن ماجة ) .
ونحن نؤمن أنه لم يحدث أى شئ من هذه العلامات على
الإطلاق ، ولكن أتباع الغلام يعتقدون بحدوث بعض هذه الآيات ، فيقولون :
(( الحقيقة أن هذه الآيات العشر علامات على قرب موعد
الساعة ، واقتراب وقوعها منها ما ظهر وشاهدناه عياناً كالدخان ، والدجال والدابة ،
ويأجوج ومأجوج ومنها ما يزال فى عالم الغيب لا يعلم وقت ظهوره سوى الله جل شأنه .
فالدخان إشارة إلى ظهور صناعات جديدة ومعامل كبيرة ينطلق
من أبراجها الدخان بكثرة ، وكذلك ظهور اختراعات حديثة تعتمد أساساً فى تشغيلها على
مواد قابلة للاشتعال كالبترول والفحم الحجرى . ينتج عن احتراقها الدخان أيضا ويشير
إلى تطوير القديمة واختراع أسلحة جديدة ينتج الدخان عن استعمالها ، وآخر هذه
الأسلحة الفتاكة القنابل الذرية فالدخان هو ميزة هذا العصر ، فلذلك يمكن تسمية
عصرنا هذا بعصر الدخان ))
!!!!!!!!!
والسؤال لأصحاب العقول من الأحمدية من قال لكم أن
المصطفى صلى الله عليه وسلم قصد هذا التفسير المخجل ؟؟؟؟؟
لقد اتفقت أغلبية اقوال العلماء على أن الدخان هو دخان
كثيف يأخذ بأنفاس الكفار ويُصاب المؤمن منه ما يُشبه الزكام ، ويمكث فى الأرض
أربعين يوماً ، ولا علاقة له بالقنابل الذرية أو الفحم أو البترول ، فمن أين
للأحمدية بهذه التفسيرات الخرافية ؟؟؟
وعن الدخان يقول رب العزة : ((فَارْتَقِبْ يَوْمَ
تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ )) ( الدخان : 10 )
فما هو رأى أتباع الغلام فى هذه الاية الكريمة ؟؟ أهو
دخان القنابل الذرية أيضاً ؟؟
!!!
ويُتابع أتباع الغلام تفسيراتهم المضحكة :
(( الدجال هو ما يُسمى بالاستعمار أو الرجل الأبيض )) !!!!
ونقول للأحمدية قولا مختصراً لأنهم عادوا وزادوا حول
صفات الدجال وحاولوا قدر جهدهم إثبات أن أوصاف الدجال تنطبق على الشعوب الأوروبية
وأنهم يستخرجون البترول من الدول التى يستعمرونها كما يقول الرسول ( يمر بالخربة فيقول
لها : أخرجى كنوزك ) !!!!
نقول : هل وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم أقواماً
ودولاً أم وصف شخص مفرد يُدعى الجال ؟؟؟؟
ثم إن تفسير الأحمدية المضحك يجعلنا نقلب حقيقة الأشياء
مهما كانت ، وكثير من صفات الدجال لا تنطبق على الاستعمار ، فما معنى أن يكون
الاستعمار (( أعور )) ؟؟؟!!! ما معنى أن يكون الاستعمار شعره (( مجعد )) ؟؟؟؟!!! ...
إلخ الصفات التى لا تنطبق على شعوب أو دول وإنما على شخص .
يقولون عن الدابة : (( هى وسائل النقل الحديثة كالطائرات
والقطارات والسيارات والبواخر والتى حلت بدلا عن وسائل النقل القديمة القديمة
مصداقا لقوله تعالى فى سورة التكوير : (( وإذا العشار عطلت )) أى استغناء الناس عن
الاعتماد على الجمال وغيرها من الحيوانات فى ركوبهم وسفرهم وتنقلاتهم واستبدالها
بمخترعات حديثة أقوى وأسرع ، كما يقول تعالى : " وخلقنا لهم من مثله ما
يركبون " )) !!!!!!!
إن أتباع الغلام يُشبهون إلى حد كبير أتباع (( رشاد
خليفة ))، فأتباع رشاد خليفة الصليبى الهالك يدعون أن الدابة هى (( الكمبيوتر )) ،
وأتباع الغلام السليط يدعون بأن الدابة هى الطائرات !!!!!
يقول رب العزة : ((وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا
لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا
بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ )) ( النمل : 82 )
فهل الطائرات تتكلم مع الناس يا أتباع الغلام ؟؟!!!
ثم إن الآية القرآنية التى استشهدوا بها : (( وخلقنا لهم
من مثله ما يركبون )) لا تعنى الطائرات والسيارات ، ذلك أن ما قبلها يُبطل تفسير
أتباع الغلام :
((وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ
الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ )) ( يس :
41-42 )
والمقصود أن الله خلق لهم من مثل الفلك ما يركبون وهو الأنعام
على أرجح الأقوال ، والدليل هو قول الحق سبحانه : ((و جعل لكم من الفلك و الأنعام ما
تركبون» (الزخرف: 12 ).
فما رأى أتباع الغلام ؟؟؟
يقولون عن الدجال : (( بشكل عام هو شعوب أوروبا الغربية
وبشكل خاص سكان الجزر البريطانية الذين خرجوا من بلادهم بعد عصر الاكتشافات
الجغرافية الذى بدأه الأمير هنرى ابن ملك البرتغال وساحوا فى الأرض ليكتشفوها
ويبحثون عن خيراتها وليستعمرونها
)) !!!!!!
ويستشهدون بآية تُدينهم من حيث لا يتوقعون : (( يومئذ
يُنفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا )) ( طه : 102 ) ويقولون كلمة زرقا تُشير إلى
أنهم اصحاب العيون الزرق وهم أهل أوربا وأمريكا )) !!!
والسؤال لأتباع الغلام السليط : هل نُفخ فى الصور أم لا
؟؟؟؟؟
وإذا كان قد نُفخ فى الصور فمتى حدث هذا ؟؟؟؟ أم أن
الهالك الكذاب الميرزا هو الذى قام بالنفخ فى الصور ونحن لا ندرى ؟؟؟؟!!!!
ثم إن زرقا صفة لأصحاب الوجوه الزرقاء بسبب شدة السواد
الذى أصابها من غضب الله وسخطه على أصحابها ولا علاقة لها بالعيون الزرقاء .
والآيات الواردة بعد هذه الآية الكريمة تنفى نفياً
قاطعاً التفسير العبيط لأتباع الغلام السليط .
إذ يقول رب العزة : (( يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن
لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ
أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا )) ( طه : 103- 104 )
والسؤال لأتباع الغلام : هل شعوب أوروبا وأميركا
يتخافتون فيما بينهم الآن ويقولون : (( إن لبثتم إلا عشرا )) ؟؟؟!!! شئ من العقل
يا أتباع الغلام السليط .
ثم إن القول بظهور الدجال يجعل من جميع الناس الذين
آمنوا بالإسلام بعد ظهوره إيماناً غير مجدى على الإطلاق مصداقاً لقول المصطفى صلى الله
عليه وسلم :
(( ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من
قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً . طلوع الشمس من مغربها . الدجال . دابة الأرض ) (
رواه الترمذى )
ويُتابع أتباع الغلام تفسيراتهم المضحكة لحديث يقول فيه
المصطفى : (( إن من أشراط الساعة أن يقل العلم ويكثر الجهل ويفشو الزنا ويُشرب
الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد ) ( رواه
البخارى )
فيقولون : (( وعبارة أن يقل العلم : يُقصد به العلم
الدينى الحقيقى وعبارة : يقل الرجال ، ويكثر النساء : من جراء الحروب العالمية
التى حدثت بين أقوام يأجوج ومأجوج فى أوربا وآسيا منذ خمسين عاماً ، حيث قضت على
الملايين من الرجال )) !!!!!!
اللهم ثبت عقولنا فى رؤوسنا ، ألا يشعر أتباع الغلام
بالخزى جراء هذه التفسيرات التعسفية المضحكة ؟؟؟ إننا نطالب أتباع الغلام باحصائية
تُثبت أن كل رجل يُقابله خمسون إمرأة ، وإلا فليلتزموا الصمت ولا يتحدثون فيما لا يعلمون
، ونحن لا نشكك فى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ونؤمن بأن ما قاله سيتحقق بإذن
رب العالمين لكنه لم يحدث بعد أن أصبح الرجل يُقابله خمسون إمرأة .
ويأجوج ومأجوج لا علاقة لهم بأوربا وآسيا ، لأن ظهورهم يكون
قُبيل يوم القيامة ، إذ يقول تعالى : ((وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ
فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا )) ( الكهف : 99 )
أى أن ظهورهم مقترن بالنفخ فى الصور ، وقيام الساعة ؛
فهل تم ما تحدث عنه رب العزة يا أتباع الغلام ؟؟؟ أم أنه ما زال فى علمه جل شأنه
؟؟
إن تفسيرات اتباع الغلام السليط لا تخدم سوى فئة منحرفة
تُؤيد العبث بعقول الناس ، والارتزاق من وراء تفسيرات كاذبة .
إن أتباع الغلام يستقتلون فى إظهار علامات الساعة من أجل
إثبات أن الغلام هو المهدى المنتظر والمسيح الموعود !!!!!
والحق أن هذه أول مرة فى التاريخ نسمع عن مهدى منتظر بذئ
الأقوال والأفعال ، يوالى الإنجليز ويُعطل فريضة الجهاد ، ويدعى بأن هناك وحياً
يأتيه من السماء .
أولى بأتباع الأحمدية ( القاديانية ) أن يعودوا إلى الحق
، فيوم القيامة لن ينفعهم الميرزا النصاب ، لأنه سيقودهم إلى جهنم وبئس المصير ، بما
فعله فى دنياه وإدعائه الباطل النبوة والوحى ، وإدخال المعتقدات الباطلة على دين
المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والذى قال ربنا تبارك وتعالى عنه أنه كامل وليس
بحاجة إلى إضافات مثل الميرزا أو غيره يقول الحق سبحانه :
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ
نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا )) ( المائدة : 3 )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اللهم وسلم
وبارك على أشرف خلق الله أجمعين سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى أصحابه الأطهار
وآله وسلم تسليماً كثيراً . / oudk2005@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق