ب اوهو

الثانوية العامة ٣ثانوي. /عقوبة من قتل نفسه؟/ وصف الجنة والحور العين /المدونة التعليمبة الثانية أسماء صلاح ٣.ثانوي عام/ الفتن ونهاية العالم /المقحمات ا.قانون الحق الإلهي اا /القرانيون الفئة الضالة اوه /قواعد وثوابت قرانية / مسائل صحيح مسلم وشروح النووي الخاطئة عليها اوهو /المسائل الفقهية في النكاح والطلاق والمتعة والرجعة /مدونة الصفحات المقتوحة /الخوف من الله الواحد؟ /قانون ثبات سنة الله في الخلق /اللهم ارحم أبي وأمي والصالحين /السيرة النبوية /مدونة {استكمال} مدونة قانون الحق الإلهي /مدونة الحائرين /الجنة ومتاعها والنار وسوء جحيمها عياذا بالله الواحد. /لابثين فيها أحقابا /المدونة المفتوحة /نفحات من سورة الزمر /أُمَّاهُ عافاكِ الله ووالدي ورضي عنكما ورحمكما/ ترجمة معان القران /مصنفات اللغة العربية /كتاب الفتن علامات القيامة لابن كثير /قانون العدل الإلهي /الفهرست /جامعة المصاحف /قانون الحق الإلهي /تخريجات أحاديث الطلاق متنا وسندا /تعلم للتفوق بالثانوية العامة /مدونات لاشين /الرافضة /قانون الحق الألهي ٣ /قانون الحق الإلهي٤. /حدود التعاملات العقائدية بين المسلمين /المقحمات اا. /منصة الصلاة اا /مدونة تخفيف

الخميس، 9 سبتمبر 2021

مذهب المعتزلة

المعتزلة   المعتزلة
المعتزلة من أقدم الفرق الكلامية وأكثرها ميلًا إلى العقل وأحكامه، وأنهم في نظرية الإمامة لا يختلفون عن رأي العام لأهل السنة، وإن كان لدى أكثر معتزلة البغداديين روح قريبة من الزيدية. العدل هو أساس منهجهم في الكلام وإحدى العقائد الأساسية، وتتضمن: القول بالتحسين والتقبيح العقليين، أي بقدرة العقل على معرفة الحسن والقبح الذاتيين في الأشياء، وعلى أدراك الحكم الواجب اتباعه، والذي يثاب ويمدح فاعله ويلام ويعاقب تارك، لا مجرد الميل النفسي أو الكمال والنقص كما يقول الأشاعرة. ثم، وجوب اللطف والصلاح على الله وهو أن يفعل كل ما يقرب العبد من الطاعة ويبعده عن المعصية بحيث لا يصل إلى حد الإجبار والإكراه له على ذلك. ثم حرية الإنسان وقدرته الموجدة لأفعاله دون تدخل قدرة الله، وهي مسألة أفعال العباد التي اتهموا بسببها بأنهم قدرة أو ثنوية، برغم ذلك هم لا ينكرون علم الله القديم، وإن بالغوا في حرية الإنسان ومدى قدرته وإرادته.

استدل المعتزلة بخلق القرآن بعدة أدلة.
والتوحيد عند المعتزلة هو تأكيد وحدانية الله وتفرده بالقدم والأزلية مثل باقي الفرق الكلامية، وقد كانت آراؤهم فيها مدار الصراع مع الفرق السنية جمعيًا، وغلب عليهم فيها طابع التنزيه. وعن الصفات، هم يقولون إن الصفات هي عين الذات والقديم واحد، ويخشون من القول بقدم الصفات ومغايرتها للذات الوقوع في الشرك والتعدد. وقولهم بخلق القرآن، ومعاملتهم لخصومهم في واقعة اشتهرت بـمحنة خلق القرآن، كان من أخطائهم الكبرى. ثم تأويلهم للنصوص المتعلقة بالصفات التي توهم التشبيه في نظرهم أو رفضهم لها، مما عزلهم عن ضمير جمهور إسلامي.
وقد مر الاعتزال بمراحل كثيرة، وظهرت فيها فرق فرعية متعددة منذ نشأ على يد واصل بن عطاء، المراحل البارزة هي أربعة: المرحلة الأولى، المعتدلة، استمدت من مصادر إسلامية أصيلة مع نزعة عقلية تأويلية، نشأت على يد واصل بن عطاء ثم عمرو بن عبيد وقد تتلمذا على الحسن البصري، واشتغلا بالحديث وعرفا بالزهد. ثم كانت بعد ذلك مدرسة أبي الهذيل العلاف الذي اتصل بالسابقين عن طريق عثمان الطويل، وقد زادت عندئذ نسبة الاعتماد على العقل. وعاصره بشر بن المعتمر الذي أسس الفرع البغدادي للمعتزلة. ثم مرحلة الجاحظ، والنظام، والخياط، وهي مرحلة متقدمة في تطور الاعتزال حيث ظهرت واكتملت نظريات المعدوم والطفرة والتولد. ثم المدرسة الجبائية التي انشعب منها المذهب الأشعري، ويمثلها القاضي عبد الجبار وتلاميذه.
ظهرت المذهب الاعتزالي من حلقة الحسن البصري السلفية مؤكدًا منذ البداية دور العقل في مقابلة النص من حيث المنهج، ومؤثرًا التنزية الإلهي والوحدانية، ومتشبثًا بفكرة الحرية والاستقلال بالنسبة للجانب الإنساني. وكان الخطأ القاتل بالنسبة للمعتزلة استخدامهم للسلطة العباسية. برغم ذلك، لا زال الفكر والكلام الإسلامي يستمد من أفكار المعتزلة ونظرياتهم. 
-------------------------التفصيل===================
  1. المعتزلة

    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة 
      هذه المقالة أو القسم تحتاج للتنسيق. فضلًا، ساهم بتنسيقها وفق دليل الأسلوب المعتمد في ويكيبيديا. (أبريل 2019) المعتزلة

    الدين الإسلام
    المؤسس عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء
    تاريخ الظهور منتصف القرن الثاني الهجري
    مَنشأ البصرة بالعراق
    الأصل أهل السنة والجماعة
    تعديل مصدري - تعديل
    الْمُعْتَزِلَةُ (والمفرد: مُعْتَزِلِيّ) هي فرقةٌ كلاميّةٌ ظهرت في أواخر العصر الأموي (بداية القرن الثاني الهجري) في البصرة وازدهرت في العصر العباسي. لعبت المعتزلة دوراً رئيساً على المستوى الديني والسياسي. غلبت على المعتزلة النزعةُ العقلية فاعتمدوا على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بالفكر قبل السمع، ورفضوا الأحاديث التي لا يقرها العقل حسب وصفهم، وقالوا بوجوب معرفة الله بالعقل ولو لم يرد شرعٌ بذلك. وأنه إذا تعارض النص مع العقل قدموا العقل لأنه أصل النص، ولا يتقدم الفرع على الأصل. والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل، فالعقل بذلك موجبٌ، وآمرٌ وناهٍ. ينقدُهم معارضوهم أنهم غالوا في استخدام العقل وجعلوه حاكماً على النص، وبذلك اختلفوا عن السلفية الذين استخدموا العقل وسيلة لفهم النص وليس حاكماً.
    من أشهر المعتزلة واصل بن عطاء، وعمرو بن عبيد، وإبراهيم النظام، وهشام بن عمرو الفوطي، والزمخشري صاحب تفسير الكشاف، والجاحظ، والخليفة المأمون، والقاضي عبد الجبار. كان للمتعزلة تأكيدٌ على موضوع التوحيد. وبقي القليل من آثار المعتزلة لقرون ولم يعرف عنه سوى من كتابات آخرين أشاروا إليهم عبوراً أو عارضوهم. إلى أن اكتشفت البعثة المصرية في اليمن أهم كتاب في مذهب الاعتزال وهو "المغني في أبواب التوحيد والعدل" للقاضي عبد الجبار وله أيضاً كتاب شرح الأصول الخمسة.
    وصلت الحركة إلى ذروتها السياسية خلال الخلافة العباسية خلال محنة خلق القرآن، وهي فترة الاضطهاد الديني التي أسسها الخليفة العباسي المأمون حيث عاقب علماء الدين، أو سجنوا أو حتى القتل ما لم يمتثلوا لعقيدة المعتزلة. واستمرت هذه السياسة في عهد المعتصم والواثق.
    محتويات
    1 التأسيس
    2 العقائد
    2.1 نفي قِدم صفاته
    2.2 الكلام الإلهي ومشكلة خلق القرآن
    2.3 نفي رؤية الله في الآخرة
    3 الأصول الخمسة
    3.1 التوحيد
    3.2 العدل
    3.3 الوعد والوعيد
    3.4 المنزلة بين منزلتين
    3.5 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    4 المعتزلة الجدد
    5 انظر أيضاً
    6 وصلات خارجية
    7 مراجع
    التأسيس
    جزء من سلسلة مقالات حول
    الجاحظ

    الخلفية التاريخية˂
    مؤلفات˂
    بوابة فكر إسلامي
    ع
    ن
    ت
    يُعتقد أن أول ظهور للمعتزلة كان في البصرة في العراق، ثم انتشرت أفكارهم في مختلف مناطق الدولة الإسلامية كخراسان وترمذ واليمن والجزيرة العربية والكوفة وأرمينيا إضافة إلى بغداد. اختلف المؤرخون في بواعث ظهور مذهب المعتزلة واتجهت رؤية العلماء إلى سببين رئيسيين: سبب ديني وسبب سياسي.
    يشير المؤرخون إلى أن الاعتزال حدث بسبب اختلاف في بعض الأحكام الدينية كالحكم على مرتكب الكبيرة. كما أن السبب الرئيسي فيه هو توسع الدولة العباسية في الفتوحات الإسلامية، وبدأت خلال هذا التوسع تتسرب أفكار فلسفية يونانية. عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة، ويعتقد العلماء المؤيدون لهذه أن سبب التسمية هي:
    وتمثله الرواية الشائعة في اعتزال واصل بن عطاء عن شيخه الحسن البصري في مجلسه العلمي في الحكم على مرتكب الكبيرة، وكان الحكم أنه ليس بكافر. وتقول الرواية أن واصل بن عطاء لم ترقه هذه العبارة وقال هو في (منزلة بين منزلتين)، أي لا مؤمن ولا كافر. وبسبب هذه الإجابة اعتزل مجلس الحسن البصري وكوّن لنفسه حلقة دراسية وفق ما يفهم ويقال حين ذاك أن الحسن البصري أطلق عبارة (اعْتزَلنا واصل).
    بينما يرى آخرون أن الداعي لظهور هذه الفرقة ظرف حضاري أو تاريخي، لأن الإسلام عند نهاية القرن الأول كان قد توسع ودخلت أمم عديدة وشعوب كثيرة في الإسلام ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة، ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم. والمنهج الذي يصلح لذلك هو المنهج الطبيعي العقلي، والذي سيصبح أهم المذاهب الكلامية من الناحية الخالصة، فهو أكثر المذاهب إغراقاً وتعلقاً بالمذهب العقلاني.
    العقائد
    بدأت المعتزلة بعقيدةٍ واحدةٍ تطور الخلافُ حولها ليشكل منظومةً من العقائد. أهم الركائز التي ترتكز عليها المعتزلة هي الأصول الخمسة. يذكر أبو الحسين الخياط -أحد أئمة المعتزلة- أنه لا يستحق اسم الاعتزال حتى يجمع القول بالأصول الخمسة: التوحيد، العدل، الوعد والوعيد، المنزلة بين المنزلتين، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. الأصول الخمسة هي الأساس المتفقُ عليه بين المعتزلة، إلا أنّ هناك عقائد أخرى منها ما هو محل اتفاق بينهم، ومنها ما اختلفوا فيه، فمن تلك العقائد:
    نفي رؤية الله: حيث أجمعت المعتزلة على أن الله لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، قالوا لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله والجسم إذ لايقع البصر إلا على الألوان وهو منزه عن الجهة والمكان والجسم، وتأولوا قول القرآن: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي منتظرة.
    قولهم بأن القرآن مخلوق: وقالوا إن الله كلم موسى بكلام أحدثه في الشجرة.
    نفيهم علو الله، وتأولوا الاستواء في قول القرآن: "الرحمن على العرش استوى" بالاستيلاء. وقد وافقوا بذلك الأشاعرة وخالفوا أهل الحديث الذين يثبثون العُلو المكاني لله.
    نفيهم شفاعة النبي لأهل الكبائر من أمته. قال الأشعري في المقالات: "واختلفوا في شفاعة رسول الله هل هي لأهل الكبائر فأنكرت المعتزلة ذلك وقالت بإبطاله".
    نفيهم كرامات الأولياء، قالوا لو ثبتت كرامات الأولياء لاشتبه الولي بالنبي.
    نفي قِدم صفاتهيذكر أبو المظفر الإسفراييني أن الصفة عند المعتزلة هي وصف الواصف، ولم يكن في الأزل واصف، والاسم عندهم التسمية ولم يكن في الأزل مسمى. ومعنى هذا أن الصفة مجرد قول نطلقه للدلالة على الموصوف، وليس معنى ثابت حقيقي، وليس لها وجود فعلي، ومن منطلق فهمهم لمعنى الصفة كان رأيهم في نفي الصفات، ولقد بدأ بحث المعتزلة للصفات على يد واصل بن عطاء، ولكن مقال واصل -فيما يقول الشهرستاني- لم تكن ناضجة فلم تزد عن القول باستحالة وجود إلهين قديمين أزليين، وأن من أثبت معنى وصفة قديمة فقد أثبت إلهين.وبعد ذلك توسع المتعزلة في البحث في الصفات على يد العلاف ومن جاء بعده، وذلك نتيجة تطور البحث في الدراسات الكلامية واتصالها بالفلسفة. والمعتزلة يقولون بنفي وجود صفات قديمة لله، لأن إثبات الصفات القديمة له هو إيجاد قدماء مع الله، فالعلاف يقول إن علم الباري سبحانه هو هو، وكذلك قدرته وسمعه وبصره وحكمته، وكذلك القول في سائر صفاته، وألزمه الأشعري القول بأن الله علم وقدرة وحياة، وحاول أن يربط بين قول العلاف وبين أرسطاطاليس وأنه أخذ عنه، وذلك لأن أرسطاطاليس قال في بعض كتبه: أن البارئ علم كله، قدرة كله، حياة كله، سمع كله، بصر كله، محسن اللفظ عند نفسه وقال علمه هو هو، وقدرته هي هو. ورد الخياط على دعوى الأشعري مبيناً حقيقة رأي العلاف، فيذكر أن العلاف قد رأى فساد القول بأن الله عالم بعلم قديم، والقول بأنه عالم بعلم محدث، وصح عنده أن الله عالم في الحقيقة، فقال بأن الله عالم بنفسه، ومن الخطأ أن يقال إن رأي العلاف أن الله علم وقدرة، ويستدل على ذلك بأن أهل التوحيد جميعاً يقولون إن وجه الله هو الله، لأن الله قد ذكر الوجه في كتابه فقال: (إنما نطعمكم لوجه الله) وقد فسد أن يكون لله وجه هو بعضه أو وجه صفة له قديمة معه، فلم يبق إلا أن يكون وجهه هو، فكذلك القول إن علم الله هو الله، كما يقال إن وجه الله هو الله.ويؤكد المعتزلة أن قول العلاف معناه أن الله يستحق الصفات لذاته، فهو عالم بذاته، وهذا هو مقصوده، وإن كان قد أخطأ في اللفظ ولم تواته العبارة. ويذكر ذلك القاضي عبد الجبار فيقول إن ما أراده العلاف هو ما ذكره الشيخ أبو علي الجبائي، إلا أنه لم تخلص له العبارة، ويؤكد ذلك أيضاً بالقول بأن أحداً لم يقل بأن العلم هو ذات الله حتى القائلين من خصوم المعتزلة أن الله عالم بعلم، لا يقولون إن ذلك العلم هو ذاته. ويؤكد هذا مقصود العلاف بأن الصفات ليست مغايرة للذات لا أن ذاته علماً، وبذلك يخلص من اتهام الأشعري، على أن مفهوم المحرك الأول عن أرسطو مخالف تماماً لمفهوم الله عند المعتزلة وغيرهم من المسلمين، وهذه المخالفة واضحة وبينة، ولعل أوضحها فاعلية الله في الكون وخلقه له وعنايته به عند المسلمين، وانفصاله عنه وتفكيره في نفسه عند أرسطو. وعند النظام تعني الصفات نفي الأضداد، فقال: إن قولي عالم قادر سميع بصير إنما هو إيجاب التسمية ونفي المضاد، ويعد قول النظام إمعاناً في نفي وجود صفات قديمة. وقال أبو علي الجبائي: إن الله يستحق الصفات لذاته فكونه قادراً عالماً حياً موجوداً لذاته. وقال أبو هاشم الجبائي: إن الله يستحق الصفات لما هو عليه في ذاته، فالله عالم لكونه على حال، قادر لكونه على حال، وقال بأن الأحوال لا موجودة ولا معدومة.
    ومن هذه الأقوال والتفسيرات لمعنى الصفات ونسبتها إلى الله يتضح موقف المعتزلة وأنهم ينفون صفات قديمة لله، لأنهم ظنوا أن إثبات الصفات القديمة لله هو إثبات لوجود قدماء مع الله، وهذا ينقض التوحيد ويؤدي إلى تعدد القدماء ويؤدي إلى التجسيم والتشبيه، لذلك أصر المعتزلة على نفي وجود صفات قديمة على اختلاف عباراتهم عن ذلك. أما عن علاقة الصفات بالذات، فالمعتزلة لا يرون وجوداً حقيقياً للصفات عن الذات، فهي عين الذات، وليست شيئاً آخر سوى الذات.
    الكلام الإلهي ومشكلة خلق القرآن
     مقالة مفصلة: محنة خلق القرآن
    لا خلاف بين المعتزلة وخصومهم من الفرق الإسلامية على أنه الله متكلم وأن له كلاماً وأن القرآن كلامه، لكن الخلاف حول معنى الكلام وحقيقة المتكلم وهل القرآن مخلوق حادث أم غير مخلوق؟ أولى المعتزلة مشكلة الكلام الإلهي وخلق القرآن عناية خاصة، رغم أنها لا تعدو إلا أن تكون ضمن مشكلة الصفات والتي نفوا قِدَمها، ولقد كان السبب في ذلك، هو خوفهم من أن القول بقدم الكلام الإلهي أن يشبه قول النصارى في قِدَم المسيح وألوهيته وهو كلمة الله، لذلك اهتم المعتزلة بهذه المشكلة اهتماماً خاصاً، وأخذت طابعاً سياسياً حين أوعز أحمد بن داوود وثمامة بن الأشرس إلى الخليفة المأمون بأن يجعل القول بخلق القرآن عقيدة رسمية للدولة يتتبع كل معارض لها بالقتل والحبس والجلد وقطع الأرزاق، ومحنة الإمام أحمد بن حنبل في ذلك مشهورة.
    نفي رؤية الله في الآخرة
     مقالة مفصلة: رؤية الله
    تعد مسألة رؤية الله في الآخرة من المسائل التي ثار حولها الخلاف بين المعتزلة النافين لها وبين خصومهم من المتكلمين المثبتين لها وهم الأشاعرة والماتريدية، على الرغم من أن الخلاف في هذه المسألة كما ذكر القاضي عبد الجبار لا يوجب تكفيراً ولا تفسيقاً، لأنه لا ينبني عليه مسائل اعتقادية، ولقد جوز المعتزلة صحة الاستدلال بالسمع في هذه المسألة، لأن صحة السمع لا تتوقف عليها، فيجوز معرفة الله وتوحيده وعدله مع الشك في أنه يُرى أو لا يُرى. والأساس الذي بنى عليه المعتزلة نفي الرؤية هو نفي الجسمية عن الله، فالله ليس جسماً، ولا يرى إلا الأجسام، فهو لا يرى، فلقد ذكر النظام أنه لا مرئي إلا اللون وهو جسم، والجبائي يقول المرئيات جواهر وألوان وأكوان، وابنه أبو هاشم يذكر أن المرئيات جواهر وألوان. وقرر القاضي عبد الجبار أنه لا أحد يدعي أنه يرى الله سبحانه إلا من يعتقده جسماً مصوراً بصورة مخصوصة، أو يعتقد فيه أنه يحل في الأجسام. وهذا القول من المعتزلة يعد رداً على القائلين بإثبات الرؤية على اعتبار أن الله جسم وأنه يرى بالعين، أما خصومهم من أهل السنة الماتريدية والأشاعرة فلا يقولون بالجسمية في حق الله، وأن الرؤية بلا كيف، لذا تسقط هذه الاعتراضات بالنسبة لهم.
    الأصول الخمسة
    جزء من سلسلة مقالات حول
    الإسلام

    العقيدة˂
    أركان الإسلام˂
    مصادر التشريع˂
    شخصيات محورية˂
    طوائف إسلامية˂
    تاريخ إسلامي˂
    أعياد ومناسبات˂
    انظر أيضاً˂
    بوابة إسلام
    ع
    ن
    ت
    تُمثّل الأصول الخمسة الخط العام لفكر المعتزلة. وهم قد اتفقوا عليها، ولا يعني هذا انعدام الخلاف بينهم، فلقد كان هناك بعض الخلافيات في الفروع التي بُنيت على تلك الأصول، لكن هذه الأصول الخمسة تمثل الأساس العام لفكر المعتزلة، وهذه الأصول لم تتكون دفعة واحدة، بل مرت بمراحل نشأة المعتزلة وتطورها، وأولها من الناحية التاريخية هو أصل المنزلة بين المنزلتين. الأصول الخمسة للمعتزلة هي:
    التوحيد: ويعنون به إثبات وحدانيةِ الله ونفي المثل عنه، وقالوا أن صفاته هي عين ذاته فهو عالم بذاته قادر بذاته... لا بصفات زائدة عن الذات، وقد درج مخالفوهم على تفسير ذلك بأنهم ينفون الصفات عن الله.
    العدل: ويعنون به قياس أحكام الله على ما يقتضيه العقل والحكمة، وبناء على ذلك نفوا أموراً وأوجبوا أخرى، فنفوا أن يكون الله خالقاً لأفعال عباده، وقالوا: إن العباد هم الخالقون لأفعال أنفسهم إن خيراً وإن شراً، قال أبو محمد بن حزم: "قالت المعتزلة: بأسرها حاشا ضرار بن عبد الله الغطفاني الكوفي ومن وافقه كحفص الفرد وكلثوم وأصحابه إن جميع أفعال العباد من حركاتهم وسكونهم في أقوالهم وأفعالهم وعقودهم لم يخلقها الله عز وجل". وأوجبوا على الخالق الله فعل الأصلح لعباده، قال الشهرستاني: "اتفقوا -أي المعتزلة- على أن الله لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد، وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف وسموا هذا النمط عدلاً"، وقالوا أيضاً: بأن العقل مستقل بالتحسين والتقبيح، فما حسنه العقل كان حسناً، وما قبحه كان قبيحاً، وأوجبوا الثواب على فعل ما استحسنه العقل، والعقاب على فعل ما استقبحه.
    المنزلة بين المنزلتين: وهذا الأصل يوضح حكم الفاسق في الدنيا عند المعتزلة، وهي المسألة التي اختلف فيها واصل بن عطاء مع الحسن البصري، إذ يعتقد المعتزلة أن الفاسق في الدنيا لا يسمى مؤمناً بوجه من الوجوه، ولا يسمى كافراً، بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين، فإن تاب رجع إلى إيمانه، وإن مات مُصِراً على فسقه كان من المخلدين في عذاب جهنم.
    الوعد والوعيد: والمقصود به إنفاذ الوعيد في الآخرة على أصحاب الكبائر وأن الله لا يقبل فيهم شفاعة، ولا يخرج أحداً منهم من النار، فهم كفار خارجون عن الملة مخلدون في نار جهنم، قال الشهرستاني: "واتفقوا -أي المعتزلة- على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة استحق الثواب والعوض. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار، لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار، وسموا هذا النمط وعداً ووعيداً".
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وهذا الأصل يوضح موقف المعتزلة من أصحاب الكبائر سواءً أكانوا حكاماً أم محكومين، قال الأشعري في المقالات: "وأجمعت المعتزلة إلّا الأصم على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع الإمكان والقدرة باللسان واليد والسيف كيف قدروا على ذلك" فهم يرون قتال أئمة الجور لمجرد فسقهم، ووجوب الخروج عليهم عند القدرة على ذلك وغلبة الظن بحصول الغلبة وإزالة المنكر.
    التوحيد
    وحدانية الله أصل من أصول الدين، بل هو أول وأهم أصل قام عليه الإسلام، وعندما يتمسك المعتزلة بهذا الأصل، فهم يحاولون إقراره في مواجهة منكريه من أصحاب الديانات المخالفة للإسلام، وهم في سبيل تقرير ذلك يعطون صورة لتنزيه الله ووحدانيته بعيدة عن كل صور التجسيم والتشبيه، ويقاومون تلك النزعات التي تسربت داخل البيئة الإسلامية عند بعض فرق الغلاة المنتسبة إلى الإسلام، وإمعاناً في تأكيد ذلك التنزيه المطلق، نفوا أن تكون لله صفات قديمة حتى لا تشاركه في القدم، ولم تتوان المعتزلة في اتهام مخالفيهم من الفرق الإسلامية بنقض التوحيد، ومن أمثلة ذلك: ردهم على المشبهة والمجسمة وعلى القائلين بأكثر من إله: خاض المعتزلة معارك كلامية ومناقشات ضد القائلين بأكثر من إله والقائلين بالتجسيم أو الحلول والاتحاد، سواءً أكانوا من أصحاب الديانات الشرقية القديمة أو اليهودية والمسيحية، وهذه نماذج من تلك الردود:
    رد النظام على القائلين بالنور والظلمة، معتمدين على القول باستحالة صدور الخير والشر من واحد، وذلك بأن يلزمهم القول بعدم استحالة ذلك، فالإنسان الواحد قد يكذب في حال ويصدق في حال أخرى، وهذا يدل على أن الفاعل الواحد قد يكون منه شيئان مختلفان، ولقد ضرب النظام أمثلة تؤكد صدور الخير والشر من واحد. ولقد حاول النظام إبطال قول المنانية في امتزاج النور بالظلمة وأن منهما العالم، وهما في أنفسهما وفي أعمالهما مختلفان متضادان، فيرد عليهم أنه إذا كانا متضادان فكيف امتزجا وتداخلا واجتمعا من تلقاء أنفسهما، وليس فوقهما قاهر يقهرهما، ولا جامع جمعهما ومنعهما من أعمالهما إذ أن عملهما مختلفان، وهذا يعني أنه لابد للمتضادان من جامع يجمعهما على ما في طبعهما، وهذا دليل على أن للأشياء خالقاً خلقها ومدبراً دبرها فقهرها على ما أراد، ودبرها على ما أحب، وجمع منها ما أراد جمعه وفرق ما أراد تفريقه.ولقد نفت المعتزلة عن الله الجسمية والجوهرية والعرضية، وما يلحق وصف الجسمية من أوصاف كالوجود في المكان والتحرك والذهاب والمجئ، وأيضاً الجوراح والأعضاء وغير ذلك من الأوصاف، ولقد أوجز أبو الحسن الأشعري مجمل عقيدة المعتزلة فذكر أنهم قالوا عن الله إنه ليس بجسم، ولا شبح، ولا جثة، ولا صورة، ولا لحم، ولا دم، ولا شخص، ولا جوهر، ولا عرض، ولا بذي لون، ولا طعم، ولا رائحة، ولا مجسة، ولا بذي حرارة ولا رطوبة ولا يبوسة، ولا طول ولا عرض ولا عمق، ولا اجتماع ولا افتراق، ولا يتحرك ولا يسكن، ولا يتبعض، وليس بذي أبعاض وأجزاء، وجوارح وأعضاء، وليس بذي جهات، ولا يحيط به مكان، ولا يجوز عليه الحلول في الأماكن، ولا يجري عليه زمان ولا يوصف بصفات المخلوقين الدالة على حدوثهم، ولا تجري عليه الآفات، ولا تحل به العاهات، وكل ما خطر بالبال وتصور بالوهم فغير مشبه له، وهذا النص يصور بدقة نفي المعتزلة لكل صور التجسيم والتشبيه أو أي معنى يؤدي إليهما.ويرد المعتزلة على القائلين بالجسمية أو بمعنى يؤدي إليها، سواء من المخالفين للإسلام أو بعض المغالين المنتسبين للإسلام، وتنبني ردود المعتزلة على أن حقيقة الجسم ومعناه وهو مؤلف ومركب، له طول وعرض وعمق وغير ذلك من معاني الأجسام، مخالفة لذاته، وتنتفي عنه تلك الأوصاف التي هي للأجسام والجواهر. ووصف الله بالجسم أو الجوهر لا يصح لأن ذلك يقتضي التحيز، إذا لابد من تحيزه، ووجب أن لا ينفصل تحيزه عن كونه كائناً في جهة، والكائن لا يكون كائناً في جهة إلا لمعنى محدث، والقول بأنه جسم يعني أنه محدث، والله ليس محدثاً بل قديماً أزلياً بلا بداية. وأيضاً الأجسام متماثلة، وإذا كانت متماثلة استوت في استحقاقها للصفة الذاتية، فلو كان الله جسماً، لكان ما عداه من الأجسام قديماً مثله. وأيضاً نفي كون وصفه بالعرض، وهو ما ينفي عنه الجسمية من أحكام التحيز، ولو كان الله بصفة الأعراض فيجب صحة العدم عليه، وهذا يخرجه عن كونه قديماً.ولتأكيد المعتزلة نفي التجسيم والتشبيه أولوا الآيات القرآنية التي قد يوحي ظاهرها بالتجسيم والتشبيه، وتعلق بظاهرها القائلون بالتشبيه والتجسيم من بعض الفرق المنتسبة للإسلام، وهذه الآيات تتعلق بالصفات الخبرية التي طريق ورودها الخبر الصادق، وهي تعطينا أمثلة للتأويل عند المعتزلة. فالشبه التي وقعت على القائلين بالجسمية مثل قوله: (الرحمن على العرش استوى) والاستواء في معنى البشر هو القيام والانتصاب والجلوس وهما من صفات الأجسام، فيجب أن يكون الله جسماً. ويجيب المعتزلة بتأويل معنى الاستواء، بأنه يعني الاستيلاء والغلبة، ويستشهدون على ذلك بما هو مشهور في اللغة بأن معنى الاستواء القهر والغلبة والاستيلاء، وإذا اعترض بأن الله مستول ومستحوذ على العالم جملة فلم خصص العرش؟ يجيب المعتزلة على ذلك: لأنه أعظم خلق الله فلهذا اختصه أو أن معنى العرش المُلك. وأيضاً تعلقهم بقوله: (ولتصنع على عيني) فقالت المجسمة أثبت لنفسه العين، وذو العين لا يكون إلا جسماً، ويجيب المعتزلة بأن المراد بالعين العلم. وأيضاً تعلقهم بقوله: (كل شيء هالك إلا وجهه) فقالت المجسمة أثبت لنفسه وجهاً، وذو الوجه لا يكون إلا جسماً، وترى المعتزلة أن المراد بالوجه الذات، فكل شيء هالك إلا ذاته. وأيضاً تعلقهم بقوله: (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين) فيه إثبات اليد وذو اليد لا يكون إلا جسماً، وترى المعتزلة أن اليد تعني القوة. وغير ذلك من الآيات التي أوردها المجسمة والمشبهة، وقام المعتزلة بالرد عليها وتأويلها بما يتفق مع نفي الجسمية والتشبيه وأنه ليس كمثله شيء. ونفى المعتزلة الجهة عن الله، وذلك لأن إثبات الجهة إثبات للجسمية والمكانية، وقال بعضهم كالقوطي والجبائي بأن الله لا في مكان، وقال غيرهم من المعتزلة ومنهم الكعبي أنه في كل مكان بمعنى حافظ له ومدبر له، ولقد اتهم ابن حزم القائلين من المعتزلة بأنه في كل مكان بالقول بالحلول، فقال: لو كان الله في مكان لكان إما جسماً أو عرضاً، ولكان المكان محيطاً به من جهة أو من جهات وهذا منتف عنه لأنه هو المحيط.وينفي المعتزلة قول النصارى بالتثليث والاتحاد، ويتهمونهم بالقول بأكثر من إله، وأن القول بالتثليث أو الاتحاد ينقض التوحيد، ويبني المعتزلة موقفهم من معارضة النصارى على أساس إبطال التثليث والاتحاد. أما عن التثليث فيرد المعتزلة بأن القول إن الله جوهر واحد ثلاثة أقانيم فيه مناقضة ظاهرة، لأن قولنا في الشيء أنه واحد يقتضي أنه في الوجه الذي صار واحداً لا يتجزأ ولا يتبعض، وقول ثلاثة يعني أنه متجزئ، وإذا قالوا إنه واحد ثلاثة أقانيم كان في التناقض بمنزلة أن يقال: إنه موجود ومعدوم أو قديم ومحدث في وقت واحد. أي أن هذا القول يؤدي إلى التناقض، ويؤدي إلى التناقض، ويؤدي إلى القول بأن الأشياء متفقة ومختلفة في وقت واحد، وهذا مستحيل. ولو كانت الأقانيم الثلاثة قديمة لتماثلت في القِدَم، واستحال أن يختص القديم لذاته بما يفارق به الآخر، وهذا يبطل قولهم، لأن الأقانيم إذا كانت قديمة، فيجب أن لا يصح أن يختص الأب بما يستحيل على الابن والروح، ولا يصح اختصاصهما بما يستحيل عليه ولا اختصاص كل واحد منهما لما يستحيل على الآخر، وهذا يوجب كون الابن أباً وكون الأب ابناً وكون الأب روحاً والروح أباً. وعلى هذا يلزم المعتزلة القائلين بثلاثة أقانيم بأن كل واحد من الأقانيم إله، لأنه إذا كان الابن والروح مشاركين للأب في القِدَم فما أوجب كونه إلهاً يوجب كونهما إلهين. وإذا قالت النصارى نحن لا نثبت ثلاثة آلهة، إنما هي أقانيم ثلاثة وجوهر واحد في الحقيقة، فإن المعتزلة يردون بأن المعنى لقولهم هذا يؤدي إلى إثبات ثلاث ذوات ولا عبرة باللفظ، والوجه في إفساد المذهب هو المعنى وليس العبارة عنه، فاختلاف العبارات في المذهب أو اختلاف العبارات بحسب اللغات لا يؤثر في معنى المذهب وكونه فاسداً، ولا تتغير حال المذهب بتغير العبارات عنه.والمعتزلة يقولون أيضاً إنه لا يصح أن نطلق لفظ الجوهر على الله، وذلك لأن الله ليس جوهراً، إذا لو كان جوهراً لكان محدثاً ولاقتضى ذلك تحيزه، وهي صفات منفية عنه ويحاول المعتزلة أن يلزموا النصارى فساد قولهم إنه جوهر واحد ذو ثلاثة أقانيم، فيذكروا احتمالات ذلك القول، فلا يخلو الإله من أن يكون هو الجوهر - وعندهم أن الجوهر غير الأقانيم - لزمهم إخراج الأب والابن والروح من الإلهية، فإن قالوا إن الإله هو الأقانيم دون الجوهر، لزمهم أن الجوهر القديم ليس بإله، وهذا ترك قولهم، لأنهم يقولون إن الإله جوهر ذو ثلاثة أقانيم، فإن قالوا إن الإله هو هما لزمهم القول بأن الأب والابن والروح ليس بإله، ومن عبد ذلك، لم يعبد إلهاً، ومن كفر به لم يكفر بالإله، وإن قالوا: إن الإله هو الجوهر الذي هو ذو أقانيم ثلاثة، قيل لهم: فيجب أن يكون قولكم إن الإله هو الأب والابن وروح القدس غلط، لأن هذه أمور مضافة إلى الإله لا أنها إله. وهذا الاحتمال الأخير يجعل الأقانيم الثلاثة صفات، ولو قال النصارى أنها صفات، لتعددت الأقانيم بتعدد الصفات، ولم تعد ثلاثة فقط، بل تزداد عددها بزيادة الصفات.
    ولمبدأ التوحيد مفهوم خاص عند المعتزلة، وهو يعني لهم:
    التنزيه المطلق: "ليس كمثله شيء" لا تشبيه ولا تجسيم وتنزيه الله عن أن يكون مثل الأجسام أو الموجودات الحسية ونفي أي تشبيه بين المخلوقات والله، والآيات التي تفيد التشبيه لا يقبلها المعتزلة على ظاهرها بل يقومون بتأويلها مثل "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" نخرج المعنى الظاهر لكلمة (وجه) ونقول أن المقصود بها الذات.
    التوحيد بين الذات والصفات: الله ذات ووجود وهذا الوجود يتصف بصفات ذكرها الله في كتابه وصف الله بها نفسه بأنه عالم، كبير، قدير، سميع، خالق، بصير .
    ويعتبر المعتزلة هذه الصفات مضافة للذات، مثلا: الإنسان لا يولد عليم ثم يصبح عليما. المعتزلة يقولون أن هذه الصفات ليست زائدة عن الذات إنما هي عين ذات الإلهية (العلم – القدرة – الإرادة – الحياة – السمع – البصر – الكلام) سبع صفات للذات.
    صفة الذات: هي الصفة التي لا يجوز أن أصف الله بها وبضدها فلا يجوز أن أصف الله بالجاهل×عالم، ولا بالعاجز×قادر الخ..
    صفات الفعل: يجوز أن يوصف الله بضدها مثل الرزاق فأحيانا يرزق وأحيانا يمنع الرزق، والمعتزلة يقولون أن *الكلام صفة الفعل وليست صفات الذات.
    يقول المعتزلة أن صفات الله الستة لا تنفصل عن الذات وإنما هي عين الذات الإلهية. سميع بذاته، بصير بذاته وهكذا... قال أبو هذيل العلاف "سميع بسمع هو ذاته وبصير ببصر هو ذاته"، والفرق ان الأول نفى الصفة والثاني اثبت الصفة وهي عين الذات.(الملل والنحل، الشهرستاني) لأنه إذا قلنا أن الصفات ليست عين الذات فمعنى ذلك أن هناك تعدد وتجزؤ في الذات الإلهية وهذا لا يجوز عندهم أي المعتزلة لأنه في رأيهم شرك لأنه عندي ذات قديمة وصفات زائدة على الذات ومعنى ذلك أننا نقع في الشرك ونقول بأكثر من قديم . والخروج من هذا المأزق يكون بالتوحيد بين الذات والصفات فصفة العلم هي الذات نفسها. وخصوم المعتزلة يسمونهم المعطلة أو أهل التعطيل أي عطلوا أن يكون للصفات وجود متمايز. وللشيعة والخوارج والإباضية رأي شبيه بهذا المبدأ.
    ويترتب على هذا المذهب بعض المواقف العقيدية مثل نفي رؤية الله لا في الدنيا ولا في الآخرة."لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"، "وجوه يومَئِذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة". إلى ليست حرف جر بل تعني النعمة/ ناظرة أي تنتظر تمشيا مع مبدأ التنزيه فإذا رؤي الله بالأبصار فهو جسم.
    يترتب على مبدأ التوحيد القول بخلق القرآن، فالقرآن كلام الله والكلام صفة من صفات الله فالله متكلم وكلم موسى تكليما وصفة الكلام هي إحدى الصفات التي يعتبرها بعض المسلمين صفات ذات (صفة الذات هي صفة يوصف الله بها ولا يجوز أن يوصف بضدها مثل الحياة والإرادة). ويعتقدون أن كلام الله مخلوق أو حادث أي أنه وجد بعد لم يكن موجودا وتكلم الله به بعد لم يكن متكلما.
    فرض المأمون القول بخلق القرآن وطلب من الجميع أن يقروا بذلك واعتبر القول بقدم الذات الإلهية ضرب من الشرك المضاد للتوحيد؛ إلا أن أحمد بن حنبل تصدى لهذا القول فاستضعف وتعرض للسجن والتعذيب، وقد لقب بإمام أهل السنة.
    العدل
    والعدل مبدأ هام في فكر المعتزلة لأنهم يربطون بين صفة العدل والأفعال الإنسانية ويرون أن الإنسان حر في أفعاله وهم يقولون ذلك لكي ينقذوا التكليف الشرعي لأن الإنسان المسلم مكلف شرعيا والإنسان مسئول عن هذه الأفعال حتى يستقيم التكليف ويكون الثواب عدلا والعقاب عدلا. خلافا للجبرية الذين يعتقدون أن الأفعال من خلق الله والإنسان مجبور عليها. إلا أن المعتزلة ترى أن عدل الله يقتضي أن يكون الإنسان هو صاحب أفعاله. يترتب على القول بالعدل الإلهي بأن الله لا يفعل الشر فأفعال الله كلها حسنة وخيرّة، الشر إما أن يوجد من الإنسان، أو لا يكون شرا إنما لا نعرف أسبابها، أو لا نستطيع أن نجد لها مبرر لكنها ليست شرا.
    يقول المعتزلة أن الله يفعل ما هو الأصلح لعباده ولا يمكن أن يفعل الشر لعباده. ويتمثل المعتزلة الذات الإلهية خيرا مطلقا، ويقولون باللطف الإلهي أن الله يهدي الناس إلى ما فيه الخير لطفا بهم.القول بالحسن والقبح الذاتيين أو العقليين، والمقصود بها أفعال الإنسان الحسنة وأفعال الإنسان القبيحة. مثلا الصلاة فعل حسن، التصدق فعل حسن، إطعام المسكين فعل حسن.../ الزنا فعل قبيح، الاعتداء.. أفعال سيئة قبيحة.
    وبالنسبة لتحديد ما إذا كان الفعل حسنا أو قبيحا فهناك إتجاهان: الأول يقول (أن الشرع قد أخبرني ذلك) يجعل الأفعال حسنة (الشرع أخبرني عن ذلك) يجعل الأفعال قبيحة إذن الإخبار الشرعي هو المعيار وهذا مبدأ التيار السلفي النقلي الذي يأخذ بظاهر النصوص. والإتجاه آخر التيار العقلي يقول أن العقل هو المسئول.
    الوعد والوعيد
    المنزلة بين منزلتين
    حكم الفاسق في الدنيا ليس بمؤمن ولا بكافر. فيظل على هذا الحال فإن تاب أصبح مؤمن وإن لم يتب حتى موته يخلد في النار. ينسب إلى الرواقيين التمييز بين قيمة الخير وقيمة الشر ويقولون هناك أشياء خيره وأشياء شريرة وأشياء بين البينين. وهذه هي فكرة المعتزلة بالقول بمنزلة بين منزلتين إذ تأثروا بالرواقيين وقد تشكل الاعتزال كمذهب في القرن الثاني.
    والسبب فيه انه دخل رجل على الحسن البصري فقال يا امام الدين لقد ظهرت في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم كفر يخرج به عن الملة وهم وعيدية الخوارج وجماعة يرجئون اصحاب الكبائر والكبيرة عندهم لا تضر مع الايمان بل العمل على مذهبهم ليس ركنا من الايمان ولا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وهم مرجئة الامة فكيف تحكم لنا في ذلك اعتقادا. فتفكر الحسن في ذلك وقبل أن يجيب قال واصل بن عطاء انا لا اقول ان صاحب الكبيرة مؤمن مطلقا ولا كافر مطلقا بل هو في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر ثم قام واعتزل إلى اسطوانة من اسطوانات المسجد يقرر ما اجاب على جماعة من اصحاب الحسن فقال الحسن اعتزل عنا واصل فسمى هو وأصحابه معتزله.
    ووجه تقريره أنه قال إن الإيمان عبارة عن خصال خير إذا اجتمعت سمى المرء مؤمنا وهو اسم مدح والفاسق لم يستجمع خصال الخير ولا استحق اسم المدح فلا يسمى مؤمنا وليس هو بكافر مطلقا أيضا لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه لا وجه لإنكارها لكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة من غير توبة فهو من أهل النار خالد فيها إذ ليس في الآخرة إلا فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير لكنه يخفف عنه العذاب وتكون دركته فوق دركة الكفار.
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    المعتزلة الجدد
     مقالة مفصلة: المعتزلة الجدد
    حدثت عدة محاولات لإحياء الفكر المعتزلي. لكن معظم هذه المحاولات كانت تعاني من التأثر بالفكر الغربي. وبالتالي بدت هذه المحاولات وكأنها تلحق الحضارة الإسلامية بالحضارة الغربية. كما أن هنالك محاولات جديرة بالاهتمام تقوم على إحياء الفكر الإسلامي على أسس عقلانية ومعرفية معاصرة ومنهم أمين نايف ذياب والذي ناظر الألباني
    اليوم يستمر المعتزلة التقليديون بشكل رئيسي في المغرب العربي بين أولئك الذين يطلقون على أنفسهم الواصيلية. بالإشارة إلى واصل بن عطا المؤسس الشهير لمعتزلة، تستخدم الحركة عباءة المعتزلة في المقام الأول كعلامة هوية.
    انظر أيضاً
    الخوارج
    داود بن مروان المقمص
    وصلات خارجية
    مجموعة نادرة من كتب المعتزلة
    تاريخ الجدل - محمد أبو زهرة
    مراجع
    (1418 هـ). الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة. ردمك 9960-616-03-7.
    د. إبراهيم مدكور، في الفلسفة الإسلامية، ج2، ص: 37، وجولد تسيهر، العقيدة والشريعة، ص: 112، ود. أبو الوفا التفتازاني، علم الكلام ومشكلاته.
    Muhammad Qasim Zaman (1997). Religion and Politics Under the Early ?Abbasids: The Emergence of the Proto-Sunni Elite. BRILL. صفحات 106–112. ISBN 978-90-04-10678-9. مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2020.
    أنظر : فهمي جدعان كتاب : المحنة – بحث في جدلية الديني والسياسي في الإسلام، ط1، دار الشروق، عمان 1989؛ ط2، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000 (502ص).
    أبو المظفر الإسفراييني، التبصير في الدين، ص: 37.
    أبو الفتح الشهرستاني، الملل والنحل، ج1، ص: 57.
    أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج2، ص: 178.
    الخياط، الانتصار، ص: 75-76.
    القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 182-183.
    أرسطو، مقالة اللام منشورة في كتاب أرسطو عند العرب، ص: 5-6، نشره الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي.
    أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج2، ص: 177 وما بعدها، عبد القاهر البغدادي، أصول الدين، ص: 92، والقاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 182-183، وأبو الفتح الشهرستاني، نهاية الاقدام، ص: 180.
    د. علي عبد الفتاح المغربي، الفرق الكلامية الإسلامية مدخل ودراسة، ص: 218-219.
    القاضي عبد الجبار، المغني، ج4، ص: 195.
    عبد القاهر البغدادي، أصول الدين، ص: 97.
    القاضي عبد الجبار، المغني، ج4، ص: 99.
    د. علي عبد الفتاح المغربي، الفرق الكلامية الإسلامية مدخل ودراسة، ص: 224.
    الخياط، الانتصار، ص: 30-32، وردود النظام تتكرر فيما بعده من المتكلمين من كافة الاتجاهات.
    أبو الحسن الأشعري، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ج1، ص: 265.
    القاضي عبد الجبار، المحيط بالتكليف، ج1، ص: 198 وما بعدها، وأيضاً شرح الأصول الخمسة، ص: 216 وما بعدها.
    القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 226-230.
    ابن حزم، الفصل في الملل والنحل، ج1، ص: 83، وعبد القاهر البغدادي، أصول الدين، ص: 78.
    القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 262.
    القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 89.
    القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 87.
    القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 88.
    القاضي عبد الجبار، المغني، ج5، ص: 97.
    القاضي عبد الجبار، شرح الأصول الخمسة، ص: 293.
    Byrd, Anthony Robert (27 November 2007). A Euro-American 'Ulama? Mu 'tazilism, (Post)Modernity, and Minority Islam. مؤرشف من الأصل في 8 مارس 2021. اطلع عليه بتاريخ 04 يونيو 2020.
 

صفرية ,مذاهب إسلامية عقائدية

صفرية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  إن حيادية وصحة هذه المقالة محلُّ خلافٍ. ناقش هذه المسألة في صفحة نقاش المقالة، ولا تُزِل هذا القالب من غير توافقٍ على ذلك.(نقاش) (أبريل 2019)
الصفرية هي فرقة من الخوارج ظهرت في المغرب الأقصى وسيطرت عليه، أبرز قادتها ميسرة المطغري، قامت لهم دولة في سجلماسة تدعى دولة بني مدرار.
محتويات
1 تاريخهم
1.1 عقيدتهم
2 انظر أيضا
3 مراجع
تاريخهم ينسب الأشعري والشهرستاني هذه الفرقة إلى زياد بن أصفر، بينما يقول المقريزي: إنّهم أتباع زياد بن الأصفر ويضيف ربّما يقال: إنّهم أتباع النعمان بن الصفر وقيل: بل نسبوا إلى عبد الله بن صفار ويقال لهم أيضاً: الزيادية ويقال لهم أيضاً: النُكّار من أجل أنّهم ينقصون نصف علي وثلث عثمان وسدس عائشة.كانت الخوارج أو جماعة المحكّمة ثلاث: الأزارقة والنجدات والبيهسية منذ عام 64 هـ، واُضيفت إليها الفرقة الرابعة وهي الفرقة المعروفة باسم الصفرية منذ عام 75 هـ، واتّفقت هذه الفرق الأربع فيما بينهم على آراء وكفّر بعضهم بعضاً واصطدموا بالدولة الأموية مرّات عديدة وتصدّت لهم قوات الخلافة وأخضعت شوكتهم وقضت على زعمائهم.
عقيدتهم
عقائد الصفرية مثل الأباضية:
ـ يخالفون الأزارقة في عذاب الأطفال، فإنّهم لا يجيزون ذلك ولا يكفّرونهم ولايخلّدونهم في النار.
ـ لم يكفّروا القعدة عن القتال ـ والمراد قعدة الخوارج ـ .
ـ لم يسقطوا الرجم.
ـ التقية جائزة في القول دون العمل عندهم.
ـ وأمّا إطلاق الكافر والمشرك على مرتكبي الكبائر، فقد قالوا فيه بالتفصيل الآتي:
ما كان من الأعمال عليه حدّ واقع فلا يتعدّى بأهله، الاسمُ الذي لزمه به الحدّ كالزنا والسرقة والقذف فيسمّى زانياً أوسارقاً أو قاذقاً لا كافراً مشركاً.
وما كان من الكبائر ممّا ليس فيه حدّ لعظم قدره مثل ترك الصلاة والفرار من الزحف، فإنّه يكفّر بذلك.
ـ ونقل عن الضحّاك منهم انّه جوّز تزويج المسلمات من كفّار قومهم (يريد سائر المسلمين) في دار التقيّة دون دار العلانية.
ـ ونقل عن زياد بن الأصفر انّ الزكاة سهم واحد في دار التقيّة.
ـ ويحكى عنه أنّه قال: نحن مؤمنون عند أنفسنا ولاندري أنّنا خرجنا من الإيمان عند الله.
ـ الكفر كفران، كفر بانكار النعمة وكفر بانكار الربوبية.
ـ البراءة براءتان: براءة من أهل الحدود سنّة وبراءة من أهل الجحود فريضة.
وعلى ما ذكره الشهرستاني فهم لايرون ارتكاب الكبيرة موجباً للشرك والكفر إلاّ فيما إذا لم يرد فيه حدّ مثل ترك الصلاة .
وكل الصفرية بل جميع فرق الخوارج حتى الإباضية، يقولون بموالاة عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير واتباعهما من المحكمة الاولى.
ويقولون بإمامة أبي بلال مرداس، الخارج بعد المحكّمة الاُولى، وبإمامة عمران بن حطان السدوسي بعد أبي بلال.
أمّا أبو بلال فقد مرّت ترجمته وأنّه خرج في أيّام يزيد بن معاوية بناحية البصرة، فبعث إليه عبيد الله بن زياد عبّاد بن أخضر التميمي فقتله مع أتباعه.
وأمّا الثاني فهو من شعراء الخوارج وخطبائهم، مات سنة 84، وبلغ من خبثه في بغض علي أنّه رثا عبد الرحمن بن ملجم.
انظر أيضا
دين برغواطة
مراجع
حمود شاكر: الدولة العباسية 5/161.
مقالات الإسلاميين ص 101
الملل والنحل 1/137
الخطط 2/354، والنكّار جمع ناكر
الدكتور رجب محمّد عبد الحليم (استاذ التاريخ بجامعة القاهرة وجامعة السلطان قابوس): الإباضية في مصر و المغرب: 14
يريد أنّه لا يجب صرف الزكاة على الأصناف الثمانية الواردة في آية الصدقات، لعدم بسط اليد في دار التقيّة بل تصرف في مورد واحد
الملل و النحل 1/137. البغدادي: الفَرق بين الفِرق 90. الأشعري: المقالات
******
مذاهب إسلامية عقائدية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة 

منمنمة جلسة علماء لعبد الله المصور البخاري، رسمها بين عامي 1540 و1550 م.
المذاهب أو الفرق العقائدية الإسلامية هي فروع مختلفة من مدارس فكرية وكلامية في الإسلام فيما يتعلق بالعقيدة.
تاريخيا أدى تطور الفقه الإسلامي أواسط القرن الثامن الميلادي إلى صعوبات في فهم وتأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، الأمر الذي أدى إلى ظهور فرق ومدارس اختلفت في التأويل والتفسير. وكان الانقسام الرئيسي بين الإسلام السني والشيعي في البداية سياسيًا أكثر منه دينيًا، ولكن مع مرور الوقت تطورت الآراء الدينية بينهما. ومع ذلك، فإن الاختلافات في العقيدة تحدث على شكل انقسامات متعامدة مع الانقسامات الرئيسية في الإسلام على طول الخطوط السياسية أو الفقهية، بحيث قد ينتمي المعتزلي، على سبيل المثال، إلى المذهب الجعفري أو الزيدي أو حتى الحنفي.
محتويات 

**********
3 انظر أيضًا
4 المراجع
4.1 فهرس المراجع
4.2 معلومات المراجع
مكانته في الإسلامإن علم الأصول أو العقيدة الإسلامية يبحث في العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبه عنها. ويقول الغزالي «إن أهل هذا العلم متمسّكون أولًا بالأخبار والآيات، ثم بالدلائل العقلية.» ولما كان الدين الإسلامي منقسمًا إلى معرفة وطاعة، والمعرفة أصل والطاعة فرع، كان أصوليًّا من تكلّم في المعرفة والتوحيد. وكان فروعيًا من تكلّم في الطاعة والشريعة. فعلم الكلام يشجع الجدال وتبادل الآراء.
المدارس والفرق العقائدية
السنّةتُعرف أهل السنة والجماعة في المفهوم العقائدي بـ«ما وافق الكتاب والسنة وإجماع السلف الأمة من الاعتقادات والعبادات، وتقابلها بهذا المعنى البدعة.» وهذا التعريف مستمد من مفهوم السنة الذي هو الاتباع المقابل للابتداع، وقد جاءت في ذلك أقوال كثيرة. بدأ ظهور مذاهب عقائدية بين أهل السنة بعد انتشار المعتزلة وظهور المشبهة والمجسمة وغيرها من الفِرق وحدوث الكلام في الصفات، فانقسم أهل السنة إلى طريقتين: طريقة أهل الحديث التي تعتمد في الاستدلال على الأدلة السمعية أي: النقلية من الكتاب والسنة والإجماع فيما يكون منها دليلا تقوم به حجة لإثبات الحكم، وطريقة أهل النظر والرأي والفرق الكلامية مثل الأشاعرة والماتريدية، والتي تعتمد في الاستدلال على الأدلية السمعية والنظرية باعتبار أن الأدلة السمعية هي الأصل، والأدلة العقلية خادمة لها.
المعتزلة
 مقالة مفصلة: المعتزلة
المعتزلة من أقدم الفرق الكلامية وأكثرها ميلًا إلى العقل وأحكامه، وأنهم في نظرية الإمامة لا يختلفون عن رأي العام لأهل السنة، وإن كان لدى أكثر معتزلة البغداديين روح قريبة من الزيدية. العدل هو أساس منهجهم في الكلام وإحدى العقائد الأساسية، وتتضمن: القول بالتحسين والتقبيح العقليين، أي بقدرة العقل على معرفة الحسن والقبح الذاتيين في الأشياء، وعلى أدراك الحكم الواجب اتباعه، والذي يثاب ويمدح فاعله ويلام ويعاقب تارك، لا مجرد الميل النفسي أو الكمال والنقص كما يقول الأشاعرة. ثم، وجوب اللطف والصلاح على الله وهو أن يفعل كل ما يقرب العبد من الطاعة ويبعده عن المعصية بحيث لا يصل إلى حد الإجبار والإكراه له على ذلك. ثم حرية الإنسان وقدرته الموجدة لأفعاله دون تدخل قدرة الله، وهي مسألة أفعال العباد التي اتهموا بسببها بأنهم قدرة أو ثنوية، برغم ذلك هم لا ينكرون علم الله القديم، وإن بالغوا في حرية الإنسان ومدى قدرته وإرادته.

استدل المعتزلة بخلق القرآن بعدة أدلة.
والتوحيد عند المعتزلة هو تأكيد وحدانية الله وتفرده بالقدم والأزلية مثل باقي الفرق الكلامية، وقد كانت آراؤهم فيها مدار الصراع مع الفرق السنية جمعيًا، وغلب عليهم فيها طابع التنزيه. وعن الصفات، هم يقولون إن الصفات هي عين الذات والقديم واحد، ويخشون من القول بقدم الصفات ومغايرتها للذات الوقوع في الشرك والتعدد. وقولهم بخلق القرآن، ومعاملتهم لخصومهم في واقعة اشتهرت بـمحنة خلق القرآن، كان من أخطائهم الكبرى. ثم تأويلهم للنصوص المتعلقة بالصفات التي توهم التشبيه في نظرهم أو رفضهم لها، مما عزلهم عن ضمير جمهور إسلامي.
وقد مر الاعتزال بمراحل كثيرة، وظهرت فيها فرق فرعية متعددة منذ نشأ على يد واصل بن عطاء، المراحل البارزة هي أربعة: المرحلة الأولى، المعتدلة، استمدت من مصادر إسلامية أصيلة مع نزعة عقلية تأويلية، نشأت على يد واصل بن عطاء ثم عمرو بن عبيد وقد تتلمذا على الحسن البصري، واشتغلا بالحديث وعرفا بالزهد. ثم كانت بعد ذلك مدرسة أبي الهذيل العلاف الذي اتصل بالسابقين عن طريق عثمان الطويل، وقد زادت عندئذ نسبة الاعتماد على العقل. وعاصره بشر بن المعتمر الذي أسس الفرع البغدادي للمعتزلة. ثم مرحلة الجاحظ، والنظام، والخياط، وهي مرحلة متقدمة في تطور الاعتزال حيث ظهرت واكتملت نظريات المعدوم والطفرة والتولد. ثم المدرسة الجبائية التي انشعب منها المذهب الأشعري، ويمثلها القاضي عبد الجبار وتلاميذه.
ظهرت المذهب الاعتزالي من حلقة الحسن البصري السلفية مؤكدًا منذ البداية دور العقل في مقابلة النص من حيث المنهج، ومؤثرًا التنزية الإلهي والوحدانية، ومتشبثًا بفكرة الحرية والاستقلال بالنسبة للجانب الإنساني. وكان الخطأ القاتل بالنسبة للمعتزلة استخدامهم للسلطة العباسية. برغم ذلك، لا زال الفكر والكلام الإسلامي يستمد من أفكار المعتزلة ونظرياتهم.
الماتريدية
 مقالة مفصلة: ماتريدية

ضريح أبو منصور الماتريدي في سمرقند وهو مؤسس المدرسة الماتريدية التي يتبعها غالبية أتباع المذهب الحنفي في العقيدة.
يشكلون الماتريدية مع الأشاعرة الجناح الكلامي لأهل السنة والجماعة، بينما غلبت الروح النصية إلى حد ما الحنابلة والظاهرية الذين كانوا أقرب إلى روح المُحدّثين والفقهاء، كما كان المعتدلون منهم أكثر تمثيلًا لموقف السلف في العقائد. والماتريدية هم أتباع أبي منصور الماتريدي، المتوفي سنة 333 هـ، الذي كان بدوره تابعًا لأبو حنيفة ومذهبه في العقيدة والفقه جميعًا، ثم حاول عرض آراءه في العقيدة بلغة متكلمي عصره فجاء مذهبه قريبًا من مذهب الأشعري حتى إن القدماء ليعدون مسائل الخلاف بين المذهبين فيحصرونها في بعض عشرة مسألة، ومن أبرز هذه الخلافات أو الفروق: أنهم في التوحيد يؤكدون قدم الصفات الإلهية ويعارضون المعتزلة في القول بحدوث صفات الفعل التي يعدون منها الإرادة والكلام. كما يختلفون مع الأشاعرة في ميلهم إلى القول بحدوث الصفات العدلية، باعتبارها مجرد تعلقات للقدرة. يتخذ الماتريدية موقفًا وسطًا فيما يتعلق بالحرية الإنسانية فرغم أنهم لا يقولون باستقلال القدرة الإنسانية بالإيجاد كالمعتزلة، لا يقولون أيضًا بالكسب الأشعري الذي يعترف بقدرة إنسانية مصاحبة للفعل لا دخل لها في التأثير في إيجاده، بل يقولون بقدرة إنسانية سابقة على الفعل صالحة للفعل والترك ولها أثر في إيجاد الفعل غير أنها لا تستقل بالإيجاد، فالله هو الخالق المكون لكل شيء. ثم، إن الماتريدية يذهبون في التحسين والتقبيح إلى مدى أبعد مما ذهب إليه الأشاعرة، فيقولون بأن الحسن والقبح ذاتي في الأشياء ويمكن للعقل إدراكهما، ولكن لا يوافقون المعتزلة في الوقت نفسه في قولهم بأن الإنسان مكلف قبل ورود الشرع وأن العقل يحكم ويوجب ويحرّم. ويرى بعض العلماء أن مواقف الماتريدية هي أكثر تمثيلًا لمواقف السلف وللروح الأصيل في الفكر الإسلامي من الأشاعرة.
الأشعرية
 مقالة مفصلة: أشعرية
تمسك الأزهر بالمذهب الأشعري وروَّجه منذ تأسيسه.

جعل أبو الحسن الأشعري البصري (260 هـ/874م - 324هـ/936م) هدفه الأسمى توحيد عقائد إسلامية على المنهج الوسطية وقام برفض التطرف بكل أنواعه.
يمثّل ظهور المذهب الأشعري نقطة تحول هامّة في الفكر الإسلامي بعامّة، وعلم الكلام بخاصّة، فمن جهة أصحبت أغلبية أهل السنة وهم بدورهم يمثلون أغلبية المسلمين، تدين بهذا المذهب الكلامي، ومن جهة أخرى أصبح علم الكلام معترفًا به كَعِلم من من علوم الدين، بعد أن كان المحدثون وأئمة الفقه يكرهون بل يحرَّمون الخوض في هذا العلم. ظهرت المذهب الأشعري بدوره من دوائر المعتزلة ولما يمض على فتنة خلق القرآن طويل زمان، ولكن الفكر الاعتزالي كان في زواله، فجاء أبو الحسن الأشعري في أواخر القرن الثالث الهجري يعلن الرجوع عن الاعتزال إلى «قول أهل الحق والسنة» وإلى ما «كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل»، فمال إلى الاعتدال والتوطس في المعرفة بين الوحي والعقل، وفي الإلهيات بين التشبيه والتنزية، وفي الإنسانيات بين الجبر والتفويض. فأبو الحسن تردد في شبابه على المدرسة المعتزلة ودرس مذاهبهم على الجبائي، وتمسّك بتعليمهم حتى عامه الأربعين، وحرَّرَ في الدفاع عنه عددًا من الرسائل. بيد أنه اختلى في منزله لمّا بلغ الأربعين، وخرج من خلوته، التي دامت أسبوعين على الأقل، ليعلن في الملأ في الجامع الكبير بالبصرة إنكاره لمذهب المعتزلة وتخلّيه عنه نهائيًا. فهو يثبت الصفات الإلهية القديمة القائمة بالذات ويؤكد أنها ليست عين الذات. وهو في أفعال الإنسان يحاول التوسط فيقول بالكسب أي أن أفعال الإنسان لله خلقًا وإبداعًا وللإنسان كسبًا ووقوعًا عند قدرته. وأما التوسط المنهجي بين العقل والنقل تحقق إلى حد ما في العصر الأول من حياة هذه الفرقة. فقد انتشر المذهب الأشعري الكلامي في شرق البلاد الإسلامية وغربها في القرن السادس الهجري، ولا تزال المدرسة الماتريدية صاحبة الهيمنة على الأوساط الكلامية في الجامعات الدينية السنّية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.وضع الأشعري قواعد المذهب، وحدد موقع وسطيته بين عقلانية المعتزلة ونصوصية السلفية، الأمر الذي ميّز هذه الوسطية عن وسطية المعتزلة، التي كانت وسطاً بين الفلاسفة والسلفيين النصوصيين، وكان هذا هو الإنجاز الرئيس للأشعري، فقد وضع قواعد المذهب، ومَيَّز وسطيته من وسطية الاعتزال. من أبرز الأئمة والأعلام في المذهب الأشعري: أبو بكر الباقلاني، وإمام الحرمين الجويني، وأبو حامد الغزالي. ثم توالت طبقات أعلام الأشعرية وعلمائها، حتى أصبح مذهب جمهور المسلمين في الاعتقادات.
الظاهرية
 مقالة مفصلة: ظاهرية

نصب تذكاري لابن حزم بقرطبة، إسبانيا، الذي كان فقيهًا ظاهريًا، ويصف بأنه مجدد القول به، بل محيي المذهب في المغرب بعد زواله في المشرق.
نشأت المدرسة الظاهرية في المشرق في القرن الثالث الهجري/التاسع الميلادي على يد الفقيه البغدادي داود بن علي وبلغت أوجها بالمغرب في القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي على يد ابن حزم الأندلسي المتوفي عام 456 هـ/ 1064م وهي تمثل من الحنابلة النزعة النصية، أو هم متكملة أهل الحديث بينما يعتبر الأشاعرة والماتريدية متكلمة أهل الرأي بين المنتمين إلى السنة، والجميع يطلق أحيانًا عليهم لقب أهل النسة في مواجهة المعتزلة والخوارج والشيعة. وتعتبر الظاهرية كمذهب في العقيدة والفقه، هي المقابل التام للنزعة الباطنية التي سادت عند الشيعة وخاصة الإسماعيلية، وظهر لون منها عند بعض صوفية أهل السنة، كما أنها تعادي أيضًا الإسراف في استخدام الرأي والعقل في أمور الشرع، وتنكر القياس في التفكير الديني. وقد قام على المدرسة بعد داود طائفة من العلماء منهم ابنه محمد، وكان شاعرًا وأديبًا أيضًا، ومن أشهر شخصياتها هو ابن حزم. ألف ابن حزم رسالة ضمنها فيما بعد كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل ضد النزعة المسرفة في التأويل العقلي لدى المعتزلة، وردًا للنزعة الباطنية غير أنه يخص أهل الباطن بنقد أشد لمناقضتهم التامة لمنهجه. لا يرفض ابن حزم العقل تمامًا ولكنه يرفض فقط استمداد حكم شرعي من استحسان العقل وحده، أما استخدام العقل في فهم النص، أو دعم الحكم المأخوذ من النص بدليل عقلي، يضاف إلى دليل النص فلا شيء فيه، بل هو الواجب. وابن حزم في العقيدة، هو ملتزم لنصوص الكتاب والسنة على نحو قريب من السلف، وهو يناقش المشبهة والمجسمة. وهو يعتز بأنه من أهل السنة، ولكنه يرفض فهم آية الاستواء على معنى الاستيلاء الذي قال به المعتزلة. ويثبت الأمساء الحسنى ويصفه تعالى بما وصف نفسه. وهو ينكر العدل بمفهومه الاعتزالي، ويؤكد عدل الله الخالق لكل شيء سواه بدا لنا خيرًا أو شرًا. وفي الإمامة يتخذ ابن حزم موقفًا متميزًا إذ يقرر بوضوح أن الني نص على إمامة أبي بكر بعده نصًا صريحًا ويؤكد أنه أفضل الصحابة بعد النبي وينكر الوصية الشيعية تمامًا.
الأثرية
 مقالة مفصلة: أهل الحديث
الطريقة الأثرية هي التي تستند على الأثر، والمأثور ما ينقله خلف عن سلف،
والأثرية من أهل الحديث يطلق على العلماء الذين اعتمدوا في مسائل العقيدة على الأثر الذي يقوم على النقل والأخذ بالأدلة السمعية أي: الكتاب والسنة والإجماع، والأثر بمعنى المأثور قد يكون أعم من الحديث، فالأثرية من أهل الحديث اعتمدوا بصفة أساسية على الأدلة السمعية، وأما أهل النظر والصناعة النظرية فجمعوا بين الأدلة السمعية والعقلية معا، ويقصد بهم المتكلمون من فقهاء أهل الرأي أو من فقهاء أهل الحديث.
ويسمّون أنفسهم كذلك أهل السنة، وأهل الحديث، وأصحاب الحديث، والأثريّة، في حين يسميهم مخالفوهم الحشوية، ويرون أنهم من المُشَبِّهة المجسِّمة. من الصعب الكلام عنهم كفرقة معيّنة، لأنهم فئاتٌ مختلفةٌ تجمعها روح واحدة، تتَّسم بالحفاظ للنُّصوص والفهم الحرفي لها. فهو اتَّجاهٌ عامٌّ، ومنهجٌ في التّفكير يدعو أصحابه إلى قبول الأفكار والأخبار الشّائعة، وخاصّة تلك المنسوبة إلى مصدر يحظى بالاحترام والثّقة.وقد كان للإمام أحمد بن حنبل دور بارز في مناصرة الأثر، والصبر في المحنة حيث واجه الاضطهاد من المعتزلة، وتبعه في ذلك أئمة الحنابلة، حتى صاروا أغلب علماء الأثرية أهل الحديث في فترة من الفترات، وحتى أُطلق على الأثرية اسم الحنابلة. فذكر السفاريني «أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية: وإمامهم أحمد بن حنبل،...». وقال في كتاب العين والأثر: أهل السنة والجماعة ثلاث طوائف هم الأشاعرة والحنابلة والماتريدية.
الحشويةيتحدَّث البعض عن الحشوية كالفرقة كابن رشد، ومقصودهم كل من تبع المنهج المذكور في أمور العقيدة. فإن الحشو والتشبيه وما ينتهيان إليه من تجسيم وتمثيل قد نبتا عند المسلمين، وصار لهما ممثّلون بين الفرق المختلفة، ويوجد حشويّة بين المشتغلين بالتفسير كمقاتل بن سليمان والهَجَيمي وبين أهل التصوف كالسالمية والحلمانية ومن تأثر بهما. كما ظهرت فرق كلامية تنزع بأسرها إلى التشبيه والتّجسيم كالكرامية ولعلّهم أبرز مثال لهذه النزعة بين أهل السنة، وليس هولاء جميعًا من الحشوية النّصيين، فمنهم فرق وطوائف مسرفة في التأويل والنزعة العقلية. برغم أن أكثر هذه الفئات قد انقرض من الحياة الفكرية الإسلامية، فإن نزعة الأثرية وما قد تجرُّه من تشبيه وتجسيم، لا زالت تظهر من حين لآخر حتى العصور المتأخرة في بعض أطراف العالم الإسلامي.
المرجئة
 مقالة مفصلة: المرجئة
المُرجِئَة نسبة إلى مصطلح الارجاء، عرفت به أحزاب وفرق وجماعات إسلامية عدة، وهذا المصطلح قد عنى في الفكر الإسلامي: الفصل بين الإيمان باعتباره تصديقًا قلبيًا ويقينًا داخليًا غير منظور، وبين العمل باعتباره نشاطًا وممارسة ظاهرية قد تترجم أولًا تترجم عن ما بالقب من إيمان، ومؤدى هذا الفصل: الرفض القاطع للحكم على العقائد والضمائر البشرية، أيا كان مكانه أو سلطانه. «فما دام العمل لا يترجم، بالضرورة، عن مكنون العقيدة، فلا سبيل إذا للحكم على المعتقدات، وما علينا أن "نرجئ" الحكم على العقائد وعلى الإيمان إلى يوم الحساب، فذلك، هو حينه، وتلك إحدى مهام الخالق، وحده، وليست مهمة أحد من المخلوقين.» والشائع في كتب التراث الإسلامي أن تيار الارجاء في تاريخه قد توزعته فرق عدة، يصل بها أبو الحسن الأشعري إلى اثنتى عشرة فرقة هي الجهمية، والصالحية، واليونسية، والشمرية، والثوبانية، والنجارية، والغيلانية والشبيبية، والحنفية، والمعاذية التومنية، والمريسية، والكرامية. وغير الأشعري، من مؤرخي الفرق الإسلامية، يختلفون معه في التعداد، فهم تسعة عند البغدادي، بينما هم أربعة عند الشهرستاني. والارجاء فكريًا والمجرئية كأصحاب لهذا الفكر، قد عرفهم المجتمع الإسلامي أول ما عرفهم على عهد الأموي، ومند أن أستقر ذلك التغيير الذي أحدثه معاوية بن أبي سفيان في طبيعة السلطة، بالمجتمع وفلسفتها. كانت الشورى هي فلسفة نظام الخلافة في عهد الراشدين، وكانت الخلافة حقًا استأثرت به هيئة المهاجرين الأولين، وهي حكومة دولة المدينة، التي ضمن العشرة الذين سبقوا إلى الإسلام من مهاجرة قريش. فجاء تأسيس معاوية الدولة الأموية ليضع النظام الوراثي الشبه ملكي، مكان الشورى وليستبدل الأمويين بالمهاجرين الأولين. وكان معاوية وأركان دولته وأنصارها مع الفصل بين الإيمان والعمل. ثم غلب فكر المرجئة على الثوار ضد الأمويين، خصوصًا في تركستان وخراسان، ولقد كسبث ثورات المرجئة هذه إلى صفوفها العديد من العلماء والفقهاء منهم أبو الصيداء صالح بن طريف، وربيع بن عمران التميمي، والقاسم الشيباني، وأبو فاطمة الأزدي، وبشر بن جرموز الضبي، وخالد بن عبد الله النحوي، وثابث قطنة. فبرز تيارات متعددة بل ومعارضة استخدمت هذا الفكر الذي نشأ نشأة سياسية، واستخدمته في نصرة فريق ضد فريق، وقوة سياسية واجتماعية ضد أخرى.
الكرامية
تنسب الكرامية إلى مؤسسها أبو عبد الله محمد بن عبدالله بن كَرَّام السجستاني. انتشر مذهب الكرّاميّة على مدى واسع في المشرق الإسلامي في القرن الثالث الهجري وخاصة في خراسان وخوارزم وجرجان، وأصبحت الكرامية أحد أربعة مذاهب مشهورة في خراسان، فقد تأسست أربع مدارس كبيرة في نيسابور للمذاهب الفقهية والفرق الدينية الأربع التي كانت لها مكانة مرموقة في المجتمع الخراساني وهي الحنفية والشافعية والشيعة العلوية، والكرامية. ولم تكن فرقة الكرامية منتشرة فقط في المشرق الإسلامي، بل كانت لها خوانق في بيت المقدس يقيم أتباعها فيها مجالس ذكر، حيث اتجه محمد بن كرام إليه سنة 251 هـ/ 865 م وكان له أكثر من عشرين ألفًا من أتباعه والمعتنقين أفكار الكرامية. كما كان لهم رباط في ثغور الشام وآخر في دمشق. كما وجد بمصر بعض أتباعها والمؤيدين لأفكارها، حتى أطلق على محلة في مصر يلطق عليها محلة الكرامية، وكان لهم في مصر قيادات بارزة أصحاب ثروة في القرن الثامن الهجري. يأتي في مقدمة من أسباب الانتشار الواسع كثرة أسفار محمد بن كرام نفسه، فقد بدأت الكرامية في سجستان، حيث ولد محمد بن كرام بها، فلما أظهر مذهبه أنكره العلماء، وسعوا في سجنه وقلته فتخوف صاحب سجستان من قتله، وأمر بنفيه إلى غرجستان فالتف حوله عدد كبير من أهلها، ثم انطلق في عدة رحلات علمية إلى خراسان، ودرس على يد العلماء في نيسابور، وبلخ، وهراة، في أيام محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر، فازداد أتباعه وكثر أصحابه، فسجن بنيسابور ثمانية أعوام، ثم مكث بها ستة أعوام أخرى حتى أجمع عدد من الأئمة على طرده منها، فاتجه إلى بيت المقدس عام 251 هـ/ 865 م فالتف حوله الآلاف ومكث بها حتى مات 255 هـ/ 869 م. إن كثرة هذه الأسفار إدت إلى انتشار أفكاره في كل منطقة يتجه إليها.
وحول معتقداتهم، قد تأثرت الكرامية بالبيئة التي نشأ فيها مؤسسها، فجمع ابن كرام في آرائه بين المعتقدات القديمة الفارسية واليوناية والإسلامية. وقد نسب عدد كبير من كتاب الفرق والمذاهب مثل الأشعري والشهرستاني والإسفراييني هذه الفرقة إلى المجسمّة، وبينما يرى الأشعرة أن الكرامية فرقة من فرق المرجئة، يرى البغدادي أنها فرقة مستقلة بذاتها. وعلى الرغم من انقسام الكرامية إلى جماعات تختلف في بعض آرائها، إلا أن الإسفراييني والبغدادي اعتبراهم جمعيًا فريقًا واحدًا لأنه لا يكفر بعضعم بعضا.
إن الكرامية لم يخلفوا مؤلفات في مذهبهم تشرح أفكارهم ومعتقداتهم، وإنما يمكن التعرف على أهم آرائهم من خلال كُتّاب الفرق والمذاهب وغيرهم من الذين استقوا معلوماتهم من كتابين مفقودين ألفهما ابن كرام وهو كتاب عذاب القبر وكتاب السر. يعد التجسيم أهم فكرة ظهرت في الفكر الكرامي، كما أنها السبب الرئيسي في وضع الكرامية في عداد فرق المجسمة. فقد ذكر ابن كرام في كتابه عذاب القبر «إن الله إحدى الذات إحدى الجوهر.»، أطلقوا اتباع الكرامية على الجوهر اسم الجسم، ولكنه من وجهة نظرهم ليس كالأجسام، له حد واحد من الجانب الذي ينتهي إلى العرش، أي أنه فوق العرش، ولا نهاية له من الجوانب الأخرى. وبالتالي فهو في مكان معين أو جهة معينة، لذا جوّزوا رؤيته، وذهب باقي أهل السنة إلى إثبات رؤية الله ولكن بشكل غير ما يراه الكرامية. ولقد طور أتباع ابن كرام فكرة مماسة الله للعرش، وقالوا إنه ملاق للعرش. ورأت الكرامية أن الإيمان هو الإقرار باللسان فقط، فمن تكلم به فهو مؤمن كامل الإيمان. ويرى الكرامية أن هناك فرقًا بين قول الله وكلامه، فكلام الله قديم ليس بمسموع، وقوله حادث مسموع له حروف وأصوات. وانفرد الكرامية في الفقه أيضًا وكان مرجعهم إلى أبي حنفية.
الشيعة
 مقالة مفصلة: الشيعة

اسم علي بالخط الإسلامي بجامع آيا صوفيا. الفرق الشيعية تنتهي جميعًا إليه، فتراه أجدر بالإمامة بعد النبي محمد.
تعد الشيعة من أقدم الفرق الكلامية وأهممها في الإسلام، نظرًا لمكانتها الكبيرة التي احتلتها في الماضي ومازالت تحتلها في بعض البلدان الإسلامية. كان السبب السياسي من جملة أسباب نشأة الفرق الإسلامية، وهذا السبب هو الذي أدى إلى نشأة الشيعة، اذ توفي النبي محمد دون أن ينص على من يخلفه من الصحابة، ولقد اختلف المسلمون فيما بينهم حول مسألة الإمامة أو الخلافة، ولقد تبلورت هذه الخلاف في ثلاثة اتجاهات رئيسية: شيعة علي بن أبي طالب، جماعة الأنصار الذين أيدوا إمامة سعد بن عباده الخزرجي، ثم هناك طائفة ثالثة رأت أن خليفة ينبغي أن يكون أبا بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة. والشيعة هم أتباع علي بن أبي طالب، وهم أولئك الذين انقطعوا له وقالوا بإمامته. ولقد كان على رأس جماعة الشيعة علي في بداية الأمر كل من المقداد بن الأسود الكندي وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر المذحجي وغيرهم من صحابة. ولقد انقسمت جماعة الشيعة فيما بعد انقسامات عديدة. فكل فرقة كانت أُمًا لعدة فرق أخرى.يميل الشيعة بوجه عام إلى القول بأن الإمامة درجة لا تقل عن درجة النبوة. ولهذا فقد ذهبوا إلى أن الإمام، رجل معصوم من الخطأ، وذلك بناء على العلم اللدني الحاصل له. فأن الشيعة عمومًا، ومعهم نفر غير قليل من المسلمين، كانت ترى أن الإمامة ليست قضية مصلحية، بل هي ركن من أركان الدين على حد تعبير الشهرستاني. فاهتمت بها اهتمامًا بالغًا، وسعت بكل جهدها إلى أن تكون من أهل البيت وتكون بالوراثة.أبرز فرق الشيعة انشعب عنها، هي الزيدية والإثناعشرية والإسماعيلية، وإن كانت هناك فرق أخرى كالغلاة بمختلف شُعُبهم، الذين أرتفعوا بمكانة أئمتهم إلى مستوى الألوهية أو ما يقاربها، والكيسانية التي انقرضت أو أسلمت تراثها في الخلافة إلى العباسيين أو غيرهم. والفرق الشيعية الثلاث الباقية تنتهي جميعًا إلى علي بن أبي طالب، فتراه أجدر بالإمامة بعد النبي. وتقعتد أنه نص عليه قبل موته بشخصه أو بوصفه، وأن ابنيه الحسن والحسين إمامان بعده، فلما قتل الحسين مال ابنه علي زين العابدين بأتباعه وشيعته الموالين لآل البيت إلى منزع سلمي، يؤثر التربية والتعليم والإرشاد على الثورة والخروج وطلب السلطة. وقد ورثت نزعته هذه ابنه محمد الباقر الذي هو الإمام الخامس بعده في نظر الإمامية، وهذه تسمية الإمامية مصطلح يضم بين جناحيه كلًا من الإثناعشرية والإسماعيلية التي ستنفصل بعد موت جعفر الصادق سادس الأئمة، عن الإثناعشرية أتباع ابنه الكاظم وأبنائه، حتى آخرهم الإمام الثاني عشر الغائب. تتفق فرق الشيعة المختلفة مع المعتزلة في أكثر المسائل الكلامية، أي المسائل المتعلقة بالإلهيات، كالصّفات الإلهية، والتنزية، والتشبيه، والعدل الإلهي، وخلق أفعال العباد، ومسائل القضاء، والقدر، والجبر، والاختيار، وخلق القرآن، أو المسائل المتعلقة بالنُّبوات كحدود العصمة، وصفات الأنبياء، أو بالمعاد، وحكم مرتكب الكبيرة، فهُم باصطلاح المتكلمين من أهل التنزيه.
الإثناعشرية
 مقالة مفصلة: شيعة اثنا عشرية
الإثناعشرية من طوائف الشيعية التي ساقت الإمامة بعد جعفر الصادق إلى ابنه موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي ثم إلى الحسن العسكري، وبعده إلى ابنه محمد المهدي الإمام الثاني عشر، الذي دخل في غيبته الكبرى سنة 329 هـ/ 874 م. والاثناعشريون لا يختلفون مع باقي طوائف الشيعية من الزيدية والإسماعيلية في عدد الأئمة وتحديد ذواتهم فحسب، ولكن في مهمة الإمام نفسه أيضًا، فالإمام عندهم منفّذ للشريعة إن توفرت له السلطة، وطريق للعلم بأحكامها بحكم العصمة، ولا محل للاجتهاد فيها حال ظهوره.

تمثيل خطي لأسماء الأئمة الاثنا عشر بإتجاه عقارب الساعة مع اسم النبي محمد في مركز. للإمام والإمامة لدى الشيعة الإثناعشرية وكُلُّ ما تفرَّع عنها من فرق، أهمية مركزيّة خاصَّة تختلف عمّا للحاكم من أهميّة لدى سائر الفرق الشيعية خاصتًا والإسلامية عمومًا.
ويعتد الإثناعشرية قديمًا وحديثًا باستقلالهم المذهبي عن سائر الفرق. بحسب رأي حسن محمود الشافعي «والحق أن آراءهم بعد أن أكتملت في أخريات هذه الفترة [مرحلة التدوين وظهور المذاهب والفرق] لا تختلف كثيرًا عن الفرق الكلامية المعروفة؛ فهم في الأمور الإلهية قريبون جدًا من المفهوم الاعتزالي، وفي المسائل الإنسانية والسمعية قريبون من متكلمي أهل السنة، وإن كانوا يختلفون عن كليهما في تصورهم للأئمة وما لهم من الحقوق، وما يتصل بذلك من آراء ومعتقدات حول حقيقة الإمامة وأصلها ووظائفها.» فالإثناعشريون يعتبرون الإمامة أصلًا من أصول الدين، ويبنونها على الأصل الذي قامت عليه النبوة عندهم، وهي فكرة اللطف الإلهي الاعتزالية، ويعتبرون الإمامة امتدادًا للنبوة، ولكن في التأويل وبيان الأحكام وتطبيقها لا في التنزيل. فلذا وجب فيها النص من الله على لسان النبي أو الإمام السابق. وأن الإثناعشرية، بخلاف الإسماعلية النزارية، لا يفضلون الإمام علي بن أبي طالب على النبي محمد ولا يسوونه به، ولكن غلب تفضيله في بعض فروعهم. وهم يقرون بصفات متميزة للأئمتهم تعتبر من التطرف والغلو أحيانًا في نظر أهل السنة، وهي في نظرهم ضرورية مادام الإمام هو الطريق الوحيد المؤتمن لمعرفة أحكام الدين، ومنها العلم، والعصمة واختصاصه بالكرامات.مر الكلام الإثناعشري بمراحل مختلفة، والمرحلة الأولى لنشوء مذهبهم الكلامي هي الفترة التي قضتها الفرقة في صحبة الأئمة، وتكاد تغطى القرنين الثاني والثالث الهجريين. فقد اتسمت هذه الفترة بالاتباع والتقليد في الفروع والأصول، إذن المرجع المصعوم الذي ينبغي أن ترد إليه المشكلات والوقائع - النظرية والعملية - قائم وقوله ملزم، فلا موجب للاجتهاد في كلا المجالين. فقد تسللت بعض المؤثرات المختلفة عن تراث الشيعة الغالية في هذه الفترة إلى صفوف الإثناعشرية، كما يتمثل ذلك أساسًا في انشقاق الإسماعيلية في أيام إمامة جعفر الصادق، وكذلك النصيرية أو العلوية التي انشقت عنهم في أواخر عصر الأئمة وساد فيها تأليه علي بن أبي طالب ويحرص على التمييز عن الإسماعيلة وإن تشابها في الأفكار. بيد أن هذا التسرب لفكر الغلاة داخل الإثناعشرية كان محدودًا، أولًا بسبب الحملات التي قادها الأئمة وخاصة جعفر الصادق ضد الغلاة والغلو عمومًا، حتى كانوا يتمسكون بالنصوص، مع مفهومهم الخاص للحديث وروايته، وينكرون التصرف فيها بالقياس السني الفقهي، أو بالتأويل الكلامي الاعتزالي، أو بالكشف الروحي الصوفي. ثم بسبب اشتغال بعض رجالهم في حياة الأئمة وربما بتشجيعهم إلى علم الكلام، ومنهم هشام بن الحكم الذي كان تلميذًا للصادق وابنه الكاظم. وفي بداية عهد الغيبة فقد كانت الروح الموالية للنصوص مسيطرة أول الأمر، ولعبت الخلافات بين التشيع والاعتزال حول بعض المسائل الكلامية الهامة المتعلقة بمكانة الأئمة وخصائصهم دورًا سلبيًا في العلاقة بين المذهبين. يشكل الإثناعشرية اليوم القسم الأكبر والرئيسي من الشيعة، بحيثُ أنه عندما تطلق كلمة الشيعة دون قيد، ينصرف المعنى إليهم، وهم يعرفون أيضًا بالجعفرية حسب منهجهم في الفقه نسبة إلى جعفر الصادق، الذي أخذوا عنه أكثر رواياتهم وفقههم، ويعرفون عمومًا بالإثني عشرية، نسبة لعدد أئمتهم الأثني عشر الذين يدينون بعصمتهم، وأنهم منصوص عليهم من الله، كما يعرفون من قبل مخاليفهم باسم الرافضية أو الروافض. ينقسم الإثناعشرييون إلى ثلاث مدارس واتجاهات الأصولية، والإخبارية والشيخية.
العلوية أو النصيرية
 مقالة مفصلة: علويون (طائفة)

خريطة لعام 2012 توضح وجود العلويين التاريخي في البلدان الثلاثة التي يتواجدون فيها في بلاد الشام: تركيا وسوريا ولبنان.
من وجهة نظر الإثناعشرية تعد النصيرية أو العلوية من غلاة الشيعة ويعتبرون من الذين ألّهوا علي بن أبي طالب. استدلوا علماء المذهب العلوي على ذلك بمقولة ظهور الروحاني كما يقول الشهرستاني في «الملل والنحل»:«..من جملة غلاة الشيعة ولهم جماعة ينصرون مذهبهم ويذبون عن أصحاب مقالاتهم وبينهم خلاف في كيفية اطلاق اسم الإلهية على الأئمة من أهل البيت قالوا ظهور الروحاني بالجسد الجسماني امر لا ينكره عاقل اما في جانب الخير فكظهور جبريل عليه السلام ببعض الاشخاص والتصور بصورة اعرابي والتمثل بصورة البشر واما في جانب الشر فكظهور الشيطان بصورة انسان حتى يعمل الشر بصورته وظهور الجن بصورة بشر حتى يتكلم بلسانه فكذلك نقول ان الله تعالى ظهر بصورة اشخاص ولما لم يكن بعد رسول الله شخص أفضل من علي رضي الله عنه وبعده أولاده المخصوصون وهم خير البرية فظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم واخذ بأيديهم فمن هذا أطلقنا اسم الإلهية عليهم وانما أثبتنا هذا الاختصاص لعلي رضي الله عنه دون غيره لأنه كان مخصوصا بتأييد الهي من عند الله تعالى فيما يتعلق بباطن الاسرار..» يرجع تسميتهم بالنصيرية إلى كونهم أتباع محمد بن نصير النميري.
الزيدية
 مقالة مفصلة: زيدية

محمد البدر حميد الدين (1926- 1996) آخر إمام زيدي وحاكم في المملكة المتوكلية اليمنية.
الزيدية هي إحدى فرق الشيعة الثلاث الكبرى الموجودة في العالم الإسلامي حتى اليوم، وقد قامت على تراث زيد بن علي زين العابدين الذي كان يري أن عليًا هو أفضل الصحابة، ولكن الصحابة فوضوا الإمامة لأبي بكر لمصلحة رأوها وقاعدة دينية راعوها. وجرى على ذلك أتباعه وهم يقولون في الإمامة: بجواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل وصحتها، وأن النبي محمد نصّ على علي بن أبي طالب عنه بوصفه لا بشخصه، والصحابة لم يتعمدوا المخالفة، وأن الإمام ينبغي أن يكون علويًا فاطميًا زاهدًا سخيًا شجاعًا وأن يخرج داعيًا إلى نفسه آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وهم يجوزون تعدد الأئمة في قطرين متباعدين إذا دعت الحاجة، ولا يقولون بعصمة ولا رجعة، ويقصرون مهمة الإمام على حفظ الشريعة وتنفيذها فقط، خلافًا للإثناعشرية والإسماعيلية. في العدل والتوحيد، فقد تبنوا في الغالب آراء المعتزلة ومناهجهم الكلامية، وصلة زيد بن علي بالمعتزلة معروفة، ولعلهم أول الفرق تأثرًا بالمعتزلة. قد جمعت آراء زيد في مجموع كان موضع شرح الأئمة والعلماء الزيدية اللاحقين، وبعدها شهدت انشقاقات بينهم برزت منها شعب تخالف منهج زيد قليلًا أو كثيرًا كالجارودية والبترية والسليمانية وغيرها. وأما جمهور الزيدية فقط ظلوا على ولائهم للروح العام التي غرسها إمامهم الأول ومن ثم كانوا أقرب فرق الشيعة إلى أهل السنة، وهناك تيارًا محافظًا بينهم يغلب عليه الولاء الشديد للأحاديث والأخبار. كما أنهم تميّزوا من الإثناعشرية والإسماعيلية برَفضهم التقيّة، وإنكارهم العصمة والعلم اللدني للأئمة، وإنكارهم المهدية والرجعة، كما تميزوا بمنهجهم في الفقه والأحكام والمواريث الذي هو أقرب إلى مذاهب السّنية الفقهيّة، ومنفتح عليها وعلى كتب الحديث لدى أهل السنّة، لذا، الزيدية أقرب طوائف الشيعة إلى أهل السنّة. من ناحية العقائدية، حول الإلهيّات والصفات وخلق القرآن والعدل والجبر والاختيار وحكم مرتكب الكبيرة وغيرها، فالزيدية معتزلة تمامًا، بل هناك من جعل طبقات المعتزلة طبقات الزيدية نفسها. ولقد بدأت الزيدية كثورة معتزلية ضد الدولة الأموية، قادها إمام من أئمة أهل البيت، زيد بن علي، على عهد هشام بن عبد الملك، ثم استمرت ممثلة للتيار الثوري في أمراء آل البيت، الذين قادوا تيارًا فكريًا يتمذهب بأصول المعتزلة الخمسة في العقائد، مع اختلافات طفيفة في بعض المسائل السياسية الخاصة. فاستمرت الزيدية ثورتها ضد الأمويين والعباسيين، ولقد ظلت في القواعد بأصول المعتزلة الخمسة.
الإسماعيلية
 مقالة مفصلة: إسماعيلية

الطائفة الإسماعيلية الأكبر هي النزاريون وهم يعترفون بآغا خان الرابع باعتباره الإمام الوراثي التاسع والأربعين منذ 11 يوليو 1957.

مخطوطة بيزنطية تصور المراسلات الدبلوماسية بين مؤسس السلالةِ الفاطمية والإمام الحادي عشر للشيعة الإسماعيلية عبيد الله المهدي والرسول امبراطور البلغاري.
قيل أن جعفر الصادق أوصى بالإمامة لابنه إسماعيل أول الأمر، الذي توفي في حياة أبيه. ثم لابنه موسى الكاظم من بعده، فتمسك الموالون لإسماعيل بإمامته بعد الصادق وقالوا إن الإمامة لا ترجع القهقهري، وأنها لا بد أن تستمر في أعقاب إسماعيل، ومنهم من زعم أن الصادق ادعى وفاة إسماعيل حماية لولده الذي لم يمت في الحقيقة وإنما استمر مختفيًا إلى حين وظهر في مكان آخر، وأيا ما كان الأمر، فالإسماعيليون جعلوا الإمامة بعد إسماعيل لمحمد بن اسماعيل الإمام المتمم للسبعة الأئمة الأول، وقد تسلسلت الإمامة بعده في أبنائه المستورين. وكانوا قد اتخذوا مدينة سَلَمية في بلاد الشام مقرًا لهم، حتى انتشرت دعوتهم في المغرب فانقتل عبيد الله المهدي ليعلن قيام الدولة الفاطمية الإسماعيلية سنة 297 هـ/ 909 م في المغرب التي انتقلت في عهد المعز إلى مصر، ثم تسلسلت الإمامة في أعقابه حتى المستنصر الذي بدأت في عهده الأخير بوادر الضعف والتفكك في الدولة الفاطمية. وقد تكررت بعد المستنصر حادثة مشابهة لما كان حدث في أيام جعفر الصادق من انشقاق بين أولياء ولده إسماعيل وأتباع موسى الكاظم ولده آخر، إذ أوصى المستنصر في بداية لأكبر أبنائه نزار ولكن أنصار الولد الأصغر المستعلي بالله ادّعوا أنه أوصى له أيضًا، واستطاع هذا أن يتغلب على الأمر ويقتل أخاه الأكبر نزارًا في الأسكندرية، الذي يقال أنه أرسل بأحد أطفاله إلى دعاته في المشرق من أتباع الحسن بن الصباح، وقد قام بالدعوة النزارية، وانتقلت المستعلية مع بقايا النظام الفاطمي الذي أسقطه صلاح الدين إلى اليمن والهند، حيث يعيش البوهرة فيها حتى الآن. ولهم مؤسستهم الدينية المنفصلة عن الإسماعيلية النزارية. أما دولة الحسن بن الصباح النزارية فقد تسلسلت في خليفته بزرگ أوميد ثم أبنائه حتى جاء الحسن الثاني حفيده فأعلن مذهب القيامة ونسخ الشريعة الإسلامية في سنة 556 هـ/ 1161 م بعاصمتهم ألموت قرب قزوين، وبعد ذلك بنحو قرن سقطت الدولة النزارية على يد هولاكو، وتجددت الدعوة النزارية بعد حين وتسلست حتى آغا خان الثالث، والرابع زعيم النزارية منذ 14 ذو الحجة 1376/ 11 يوليو 1957. أن الفكر الإسماعيلي في عهد ستر الأول منذ إسماعيل حتى عبيد الله المهدي، وكذا عهد الظهور في أيام الفاطميين، قد استم بروح فلسفية تأويلية باطنية. منها نظرية التعليم، وهي تقوم على التشكيك في العقل وأنه قابل للخطأ والصواب، ولذا لا ينبغي الاعتماد عليه في أمر الدين الذي يتطلب اليقين، فالعقل وحده عاجز عن معرفة الله ومن ثم كان من الضروري الاعتماد على مصدر آخر هو المعلّم المعصوم أي الإمام الإسماعيلي، الذي بزعمهم هو وحده الطريق إلى معرفة الله ومعرفة أحكام الدين، بل هو قوام الكون كله، وتعاليمه التي تصل إلى أتباعه عن طريق حجته ثم داعي الدعاة ثم مراتب الدعوة هي مصدر كل قانون أو حق أو تشريع. ونظرية التوحيد عند الإسماعيليون تقوم على التنزيه المطلق كما يسمونه، أو تعطيل الذات عن صفاتها في الحقيقة. ونظرية المثل والمثول عندهم تقوم على المحاكاة والمقابلة بين عالم الغيب والشهادة، أو حسب مصطلحاتهم بين الحدود العلوية والحدود السفلية. ثم، فكرة القيامة والقائم هي عميقة الجذور في الفكر الإسماعيلي منذ أواخر عهد الستر الأول، وقد عبر عنها إخوان الصفا بكل وضوح، وهي مرتبطة عندهم بفكرة الأدوار الأزلية. والتي تمثل التفسير الإسماعيلي للتاريخ، وقد كانت هذه الفكرة وراء انشقاق الدروز في عصر الظهور الفاطمي، إذ اعتقد أنصار الحاكم أنه القائم وألّهوه، واعتقد النزاريون أنه الحسن الثاني الذي قام عام 556 هـ /1161 م بينما ظل البهرة المستعلية ينتظرونه.
الموحدون الدروز
 مقالة مفصلة: موحدون دروز

شعار الدروز عبارة عن نجمة خماسية ملونة المقبتسة من الحدود الخمسة عندهم ترمز ألوانها إلى المبادئ الكونية الخمسة لديهم وهي 1) العقل بالأخضر. 2) الروح بالأحمر. 3) الكلمة بالأصفر. 4) القديم بالأزرق. 5) الحلول أو التقمص بالأبيض.
انشقت الدروز عن الإسماعيلية في الدولة الفاطمية ويسمون أنفسهم الموحّدون ويعرفون أيضًا ببني معروف. واسم الدروز فهو نسبة إلى أول داع إلى المذهب وهو محمد بن إسماعيل الدرزي. والعقيدة الدرزية هي من العقائد السرية الباطنية التي هي وقف على فئة العُقّال منهم أما فئة الجهّال فهم الأغلبية. ويعرف من معتقداتهم تقمص. والمعرفة عندهم مستويان: ظاهر وباطن. ومواطنهم في لبنان هو الشوف وعالية وفي سوريا جبل الدروز وغوطة دمشق والجولان وفي فلسطين المحتلة الجبل الأعلى. وللدروز خلوات عبادة، ولهم مقامات للزيارة الروحية. رجال الدين هم الأجاويد والقضاة وشيخ العقل. محور المذهب التوحيدي الوصول إلى المعرفة الباطنية عن طريقة العقل الذي هو قبس من نور الله، بالتأمل والاختلاء والامتناع عن الشهوات الدنيوية، وهذا ما يمارسه الاجاويد في خلواتهم. يؤمن الدروز بالتقمص للارواح. وأنهم يأخذون بعقيدة وحدة الوجود. حدد بعض علماء الموحدين الدروز الفوارق بين مذهبهم وبقية المذاهب الإسلامية والشيعة الإسماعيلية بالتالية: اعتماد الزوجة الواحدة، وعدم اعادة المطلقة، وحرية الإيصاء، والتقمّص اجتهادًا. وقد انفردوا بعدة خصائص، أحيانًا تخالف السنة، وانتشرت دعوتهم بادئ الأمر بين الإسماعيليين، حتى غدت العقيدتان مختلطين إلى أن انفصل الموحدون الدروز بمذهبهم العقائدي المستند إلى رسائل الدعاة التي تشرح مذهبهم، وتسمى رسائل الحكمة. وهم يتهمون بتنفيذ باطن الدعائم الإسلامية، فعندهم الصلاة بكيفية خاصة، وحفظ الصلة بين الإنسان وخالقه، والزكاة تزكية القلوب من المفاسد، والصوم متى شاء المرء لوجه الله خاصة العشر الأول من ذي الحجة. والجهاد عندهم جهادان:الأكبر وهو مقاومة ما تأمر به النفس من السيئات وردعها عن الراذئل، والأصغر وهو مقاتلة كل معتد ومقاومة كل ظالم والدفاع عن الحق وصيانة الأعرض. ومن مبادئهم الدينية الصدق. فمن لم يصدق بلسانه فهو بالقلب أكثر نفاقًا. وحفظ الإخوان، وترك عبادة العدم، وتوحيد الخالق، والرضى بفعله والتسليم لأمره، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويعتقدون بظهور نور الله في الناسوت، وأنه منزه عن الأسماء والصفات.
الخارجية
 مقالة مفصلة: خوارج
ابتدأ الخوارج كلامهم في أمور تتعلّق بالخلافة، فقالوا بصحّة خلافة أبي بكر وعمر لصحّة انتخابهما، وبصحّة خلافة عثمان في سنيه الأولى، فلمّا غيّر وبدَّل ولم يسر سيرة الشيخين، وأتى بما أتى من أحداث، وجبه عزلُهُ، وأقرّوا بصحّة خلافة علي، ولكنّهم قالوا إنّه أخطأ في التّحكيم خلال معركة صفين، وحكمواه بكفره لمّا حكََم، وطعنوا في أصحاب الجمل، طلحة والزبير وعائشة، كما حكموا بكُفر أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص. وقد وضعوا نظرية للخلافة وهي أن الخلافة يجب أن تكون باختيار حُرَّ من المسلمين، وإذا اختير فليس يصحُّ أنّ ينتازل أو يحكِّم، وليس بضروري أن يكون الخليفة قُرَشيًا. ولهذا أمّروا عليهم من اختاروه منهم، وسمّوا عبد الله بن وهب الراسبي أمير المؤمنين، وقد خالفوا بهذا نظرية الشيعة القائلة بانحصار الخلافة في بيت النبي من علي وآله وأهل السنّة القائلين بأن الخلافة في قريش. وهذه النظرية هي التي دعتهُم إلى الخُروج على خلفاء بني أمية ثم العباسيين لاعتقادهم أنهم جائرون. للخوارج في أول أمرهم كانت صبغتهم سياسية محضة، ثم في عهد عبد الملك بن مروان، مزجوا تعاليهم السياسية بأبحاث عقائدية، وأكبر من كان له أثر في ذلك هم الأزارقة أتباع نافع بن الأزرق. وأهمُّ ما قرَّره الخوارج في ذلك أن العلم بأوامر الدين ، من صلاة وصيام وعدل وصدق، جزء من الإيمان، وليس الإيمان الاعتقاد وحده، فمن اعتقد بالوحدانية والرسالة النبي محمد، ثم لم يعمل بفروض الدين، وارتكب الكبائر، فهو كافر. والخوارج لم يكوّنوا وحدَة، ولم يكونوا كتلة واحدة، وإنما كان واضحًا فيهم الطّبيعة العربية والبدوية، فسُرعان ما يختلفون، وينضمون تحت ألوية مختلفة، يضرب بعضها بعضًا. وعلي كل حال، فقد أتفق جمهور الخورارج على النظريتين الخلافة وأنّ العمل جزء من الإيمان. وتفرقوا فرق بلغت في العدد نحو العشرين، كل فرقة تخالف الأخرى في بعض تعاليمهما، من أشهر فرقهم الأزارقة والنجدات، والإباضية، وهي الفرقة الوحيدة التي بقيت من الخوارج رغم أن أتباعها ينفرون جدًا من أن يصنّفوا مع الخوراج، لأنهم يختلفون معهم في الكثير.
الإباضية
 مقالة مفصلة: إباضية
الإباضيّة هي الفرقة الوحيدة التي بقيت من الخوارج في التاريخ الإسلامي، أو بتعبير أدق، من الفرق التي انفصلت عنهم، وانتهجت منهجًا معتدلًا أقرب إلى مذهب أهل السنة والجماعة.

جامع السلطان قابوس الكبير بمدينة مسقط العمانية، بدأ بنائه في 2001 من مساجد مرتبط بمذهب الإباضي.
بعد الهزيمة التي حلّت بالخوارج في معركة النهروان على يد أصحاب الإمام علي بن أبي طالب، ثار البعض ممّن بقوا، فعزموا على الانتقام بالعُنف، بينما فضَّلت جماعة منهم الالتزام بالهدوء والسعي للمسالمة، خاصّة وأنهم كانو يشكلّون أقلية ضعيفة فقرّرت هذه الجماعة المعتدلة الرحيل إلى البصرة، تحت زعامة مرداس بن أذيّة التميمي الذي نُصِّب إمامًا للشّراة، فيما بعد. وبعد وفاته، انتقلت زعامة إلى عبد الله بن إباض، الذي انفصل سنة 65 هـ عن الخوارج، والخوارج في نظر الإباضية هم الأزارقة، ومكث بالبصرة مع أصحابه بعد خروج المتطرّفين منها. وهكذا بدأت الفترة الأولى من الإباضية. إلى أن التّاسيس الحقيقي للفرقة كان على يد جابر بن زيد الأزدي، الذي انضم إلى جماعة مرداس بن أذيّة بعد مجيئه إلى البصرة، فكان لانضمامه أثر بالغ في نشأة الإباضية وتحديد معالم أفكارها وآرائها. في الواقع يخالف الإباضيون الخوارج في أهم القضايا الفقهية المميّزة فهي استباحة دماء المخالفين، فعلى عكس الخوارج، يحرّم الإباضيّون قتل الموحِّدين، واستحلال دمائهم، ويحرّمون استعراض الناس وامتحانهم الذي كان يقوم به الخوارج كالأزارقة والنجدية، كما لم يحكموا على مرتكب الكبيرة بالشّرك والكفر، بل وصموه بكُفران النعمة، وكان عبد الله بن إباض شديد الإنكار للآرائهم خصوصًا الأزارقة، وكان يلعن بطلانها بصراحة تامة، ولذا اليوم الإباضية يرفضون بشدة اعتبارهم من الخوارج. ولكن من الجهة الأخرى فهم الفرقة الوحيدة الإسلامية الباقية والتي تتَّق مع الخوارج القدماء في عدد من القضايا. يدعو الإباضيون إلى تنزيه الله تنزيهًا مطلقًا عن الجمسية ومشابهة المحدثات وكلُّ ما جاء في القرآن أو السنّة ممّا يوهم التشبيه فإنهم يؤولونه بما يفيد المعنى، ولا يؤدي إلى التشبيه، كما ينفون إمكانيّة الرؤية البصرية لله في الآخرة. ويؤولن بعض مسائل الأخروية تأويلًا مجازيًا كالميزان والصراط.
الأحمدية
 مقالة مفصلة: الأحمدية

المنارة البيضاء وعلم الأحمدية في قاديان، الهند. بالنسبة للأحمديين، يرمز الاثنان إلى مجيء المسيح الموعود.
تتماشى معتقدات الأحمديين أکثرًا مع التقاليد السنية، مثل أركان الإسلام الخمسة والبنود الستة في الإيمان. وبالمثل ، يقبل الأحمديون القرآن على أنه نصهم المقدس، ويواجهون الكعبة أثناء الصلاة، ويقبلون الأحاديث ويمارسون السنة النبوية. ومع ذلك، يعتبرهم العديد من المسلمين إما كفارًا أو زنادقة. تنص تعاليم الأحمدي على أن مؤسسي جميع الديانات الرئيسية في العالم لهم أصول إلهية. كان الله يعمل على ترسيخ الإسلام كدين أخير، لأنه كان الأكثر اكتمالاً وشمل جميع التعاليم السابقة للديانات الأخرى(لكنهم يعتقدون أن جميع الأديان الأخرى قد ضلت في شكلها الحالي). جاء استكمال تطور الدين وإتمامه مع مجيء محمد؛ وأن كمال "ظهور" نبوة محمد ونقل رسالته كان مقدراً له أن يحدث مع مجيء المهدي. الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتبر ميرزا غلام أحمد ، الذي ادعى أنه المسيح الموعود ("المجيء الثاني للمسيح") المهدي الذي ينتظره المسلمون والنبي "التابع" لمحمد الذي كانت وظيفته إعادة الشريعة التي أعطيت لمحمد من خلال التوجيه أو حشد الأمة للرجوع إلى الإسلام وإحباط الهجمات على الإسلام من قبل معارضيها ، بصفتها "الموعود" من جميع الأديان التي تحقق النبوءات الأخروية الموجودة في الكتب المقدسة للأديان الإبراهيمية ، وكذلك الزرادشتية والديانات الهندية وتقاليد الأمريكيين الأصليين الآخرين. يعتقد المسلمون الأحمديون أن ميرزا غلام أحمد كلّف من الله باعتباره انعكاسًا حقيقيًا لنبوة محمد لتأسيس وحدة الله وتذكير البشرية بواجباتهم تجاه الله وخلق الله.
انظر أيضًا
علم الكلام
أصول الدين
عقيدة إسلامية
المراجع
فهرس المراجع
Islam and the Ahmadiyya Jamaʻat: History, Belief, Practice - Simon Ross Valentine - Google Books نسخة محفوظة 2020-12-27 على موقع واي باك مشين.
معلومات المراجع
فيصل بدير عون (1977). علم الكلام ومدارسه (الطبعة الثانية). القاهرة، مصر: دار الثقافة.
جورج طرابيشي (1987). معجم الفلاسفة (الفلاسفة - المناطقة - المتكلّمون - اللاهوتيّون - المتصوّفون) (الطبعة الأولى). بيروت، لبنان: دار الطليعة.
حسن محمود الشافعي (1991). المدخل إلى دراسة علم الكلام (الطبعة الثانية). القاهرة، مصر: مكتبة وهبة.
علي عبد الفتاح المغربي (1995). الفرق الكلامية الإسلامية، مدخل ودراسة (الطبعة الثانية). القاهرة، مصر: مكتبة وهبة.
محمد عمارة (1997). تيّارات الفكر الإسلامي (الطبعة الثانية). القاهرة، مصر: دار الشروق.
سعد رستم (2005). الفرق والمذاهب الإسلامية منذ البدايات، النشأة - التاريخ - العقيدة - التوزع الجغرافي (الطبعة الثالثة). دمشق، سوريا: الأوائل للنشر والتوزيع.
مجموعة من الباحثين بإشراف طوني مفرج (2005). موسوعة عالم الأديان:كل الأديان والمذاهب والفرق والبدع في العالم (الطبعة الثانية). بيروت، لبنان: نوبيليس.
جهامي, جيرار (2002). "علم الكلام". موسوعة مصطلحات الفكر العربي والإسلامي الحديث والمعاصر. الجزء الثالث. مكتبة لبنان ناشرون. صفحة 1301. ISBN 9953104433.
صالح بن عبد الرحمن بن إبراهيم الدخيل (2009). أهل السنة والجماعة:النشأة - الأهداف - المنهج - الخصائص (الطبعة الأولى). القاهرة، مصر: دار الهدى النبوي. صفحة 40.
عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي أبو منصور. "الفرق بين الفرق الفصل الثالث من فصول هذا الباب في بيان الأصول التى اجتمعت عليها أهل السنة- ويكي مصدر". ar.wikisource.org. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 2013. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-09م.
الشافعي (1991)، ص.98
الشافعي (1991)، ص.100
الشافعي (1991)، ص.101
الشافعي (1991)، ص.90
الطيب يجيب عن سؤال: لماذا يتبنى الأزهر المذهب الأشعري؟ نسخة محفوظة 2020-12-27 على موقع واي باك مشين.
رستم (2005)، ص.123
الشافعي (1991)، ص.87
طرابيشي (1987)، ص.60
الشافعي (1991)، ص.88
عمارة (1997)، ص.170
عمارة (1997)، ص.192
الشافعي (1991)، ص.83
الشافعي (1991)، ص.85
لسان العرب لابن منظور (أثر) ج1 ص52 وما بعدها
رستم (2005)، ص.105
الذهبي. سير أعلام النبلاء الطبقة 12 ج11. صفحة 247 وما بعدها. مؤرشف من الأصل في 9 أغسطس 2018.
لوامع الأنوار البهية للسفاريني ج1 ص73
العين والأثر في عقائد أهل الأثر، ج1 ص53 المؤلف: عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي بن إبراهيم، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى، 1987. تحقيق: عصام رواس قلعجي.
رستم (2005)، ص.107
عمارة (1997)، ص.33
عمارة (1997)، ص.34
عمارة (1997)، ص.35
شلبي إبراهيم الجعيدي (يناير 2012). "الكرامية في خراسان من القرن الثالث إلى السادس الهجري". مجلة كلية الآداب. العدد العدد الخمسون. القاهرة، مصر: جامعة المنصورة. صفحة 323- 338.
الشافعي (1991)، ص.91
رستم (2005)، ص.253
الشافعي (1991)، ص.102
الشافعي (1991)، ص.104
الشافعي (1991)، ص.105
الشافعي (1991)، ص.106
رستم (2005)، ص.216
الفرق بين الأخبارية والأصولية والشيخية نسخة محفوظة 3 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
عبد الرحمن بدوي (1997). مذاهب الإسلاميين (الطبعة الثانية). بيروت، لبنان: دار العلم للملايين. صفحة 1169.
الشافعي (1991)، ص.110
الشافعي (1991)، ص.111
رستم (2005)، ص.214
عمارة (1997)، ص.97
عمارة (1997)، ص.120
الشافعي (1991)، ص.92
الشافعي (1991)، ص.93
الشافعي (1991)، ص.95
الشافعي (1991)، ص.96
سعد سعدي (1998). معجم الشرق الأوسط (الطبعة الأولى). بيروت، لبنان: دار الجيل. صفحة 187.
موسوعة عالم الأديان (2005)، ج 22 ص.22
رستم (2005)، ص.200
رستم (2005)، ص.201
رستم (2005)، ص.202
رستم (2005)، ص.205
رستم (2005)، ص.206
رستم (2005)، ص.207
Ahmadiyya - ReligionFacts نسخة محفوظة 30 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
"حكم علماء الإسلام على القاديانية - إسلام ويب - مركز الفتوى". مؤرشف من الأصل في 27 ديسمبر 2020. اطلع عليه بتاريخ 27 ديسمبر 2020.
Invitation to Ahmadiyyat by Mirza Bashir-ud-Din Mahmood Ahmad Part II, Argument 4, Chapter "Promised Messiah, Promised One of All Religions"
***********

قواعد مهمة في المجاز والحقيقة وبيان كيف زوروا معاني الحق الثابت حتي قي فاتل نفسه

   قواعد مهمة في المجاز والحقيقة وبيان كيف زوروا  معاني الحق الثابت حتي قي فاتل نفسه   قلت المدون  1. لا يمكن للمجاز أن يستخدم علي نفس ال...